العدد 5139
الأربعاء 09 نوفمبر 2022
banner
دور الطلاب والجامعات في الانتفاضة الإيرانية
الأربعاء 09 نوفمبر 2022

في انتفاضة الشعب الإيراني، التي اندلعت منتصف سبتمبر الماضي، كان الطلاب باستمرار في حالة‌ الثورة‌ والهیاج، ولعبوا دورهم المبتغی في استمرار الانتفاضة والترويج لها. الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران تخشى بشدة من هذا التطور في الجامعات.. لذلك، بكل الوسائل، من تهديد الطلاب واعتقالهم إلى مهاجمة الجامعات وحتى عنابر الطلاب وضربهم حتى الموت، حاولوا قمع الطلاب المحتجين، لأن انتفاضة 1999 كانت انتفاضة طلابية خاصة، انضم إليها فيما بعد أهالي طهران، وتم قمعها بشدة. بعد ذلك، فرض النظام من خلال القمع علی الجامعة والطلاب غبار الحیاد النسبي، ولم تكن لديهم أنشطة كبيرة. نعرف أن خميني كان معاديا للجامعة منذ بداية حكمه، فقد أطلق “ثورة ثقافية” في السنة الأولى من حكمه، كان موضوعها قمع الطلاب والأساتذة التقدميين والديمقراطيين، خصوصا أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في الجامعات، وقاموا بإغلاق الجامعات لمدة ثلاث سنوات، وبعد تعیین 40 % من طلاب الجامعات من قوات الباسيج، استخدموا كل قوتهم لتحیید الجامعات.
بعد جريمة ضريح شاهجراغ في شيراز خاطب قائد الحرس حسين سلامي “الشباب والطلاب” من منبره في هذه المدینة وقال: “تخلّوا عن الشرور! اليوم هو يوم انتهاء الشغب! لا تأتوا إلى الشوارع بعد الآن”. لكن عملیا، كان لهذا “التوبيخ والخطاب” تأثير معاكس، ومنذ ذلك اليوم فصاعدًا، أصبح حضور الطلاب وشعاراتهم أكثر راديكالية، وكانت الشعارات مثل “الموت لخامنئي”، “الموت للديكتاتور”، “يجب إطلاق سراح الطلاب المسجونین”، “الموت للظالم، سواء كان الشاه أو الزعیم”، “الجامعة تحوّلت إلی سجن إیفین، إيران أصبحت مركز اعتقال”، “كل إيران تدمي من زاهدان إلى طهران”.. إلخ. وفي نفس الوقت الذي تمت فيه تهديدات وتوبيخ وخطاب قائد الحرس، تم إرسال رسائل نصية على نطاق واسع تدعو الطلاب إلى مراكز المخابرات وتهدد وتعتقل و”تختفي” بأوامر طردهم من الجامعة ومن عنابرهم. والهدف كان انسحاب الطلاب من الانتفاضة واستسلام الجامعة. خامنئي يريد وضع حد للتمرّد والعصیان والثورة من خلال فرض حكم عسكري باستخدام قوات الحرس وغيرها من القوات المسلحة الخاضعة لقيادته وعملائه القمعيين المعروفين بـ “الشبیحة”، لكن هذه الانتفاضة لا تقف ولا تتراجع، وقد تحسّنت بشكل كامل في كل الاتجاهات.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .