كانت زيارة البابا فرنسيس التي التقى خلالها جلالة الملك حفظه الله، وكبار المسؤولين والدبلوماسيين، الأولى من نوعها، والتي تم تخصيص الجزء الأكبر منها للتأكيد على أهمية الحوار بين الأديان، وللمرة الأولى منذ انتخابه عام 2013، لم يجر البابا (85 عاماً) جولته الاعتيادية على الصحافيين الذين رافقوه على متن الطائرة، بسبب آلام الركبة التي يعاني منها مؤخراً، حيث قال لهم “كنت أود أن أحييكم واحداً تلو الآخر، لكن المشكلة اليوم أنني أشعر بألم شديد، ولا قدرة لي على التجول”، وتابع “إنها رحلة مثيرة للاهتمام ستجعلنا نفكر ونقدّم أخباراً جيدة”.
لقد كانت الزيارة في غاية الأهمية لما لها من دلالات ذات أهداف نبيلة تعزز قيم السلام والتسامح بما في ذلك الحوار الذي يؤكد التعايش، إنها محطة تاريخية واستثنائية ترسخ نهج جلالة الملك، زيارة كان مدلولها “وحدة” وسط أوضاع حسّاسة ومعقّدة تتسم بالتوترات والصراعات، إنه لقاء مهم بين الشرق والغرب. مملكة البحرين بلد متعدد الأعراق والثقافات والأديان، ورغم ذلك يعيش الجميع فيه سواسية وفي تعاون وسلام، البحرين كانت ولا تزال سباقة في الحريات الدينية وتمتلك الكثير من التجارب والبراهين في هذا النحو، أهمها إقامة الاحتفالات العقائدية، وحرية ممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان بمختلف مذاهبها، البحرين ترسخ وتؤكد على الدوام للعالم حجم التآلف والترابط والمودة والتعايش بين أبناء الوطن، بجميع شرائحه ودياناته، العنصرية والتمييز رأيناهما في الكثير من الدول ولم نجدهما في بلدنا الحبيب، تحت ظل قيادتنا الرشيدة، فنحن ننعم بالمحبة والوحدة والتلاحم والسلام واحترام الآخر.
التسامح والتعايش في مملكتنا يضم كل فئات المجتمع، معززاً كل معاني الإنسانية والقيم التعددية، إطار تشريعي مكفول لحرية التعبير، هذا ما ينص عليه مشروع جلالة الملك الإصلاحي، والذي حرص منذ انطلاقه على توفير الضمانات الدستورية والأجواء المناسبة للتعايش والتعبير عن الرأي، وممارسة الطقوس الدينية باستقلالية وحرية بلا قيود، سوى مراعاة المصلحة العليا للوطن والمواطنين، حتى استطعنا اليوم تحقيق الأهداف والتطلعات المرجوة، واهتمام جلالة الملك بالتعايش والسلام كان كفيلًا بجعل مملكة البحرين ملاذاً آمناً يقصده آلاف الوافدين والزوار لما يجدون فيه من عدالة وأمن وأمان واستقرار.
اللهم أدم علينا هذه النعم ووفق ملكنا الغالي في نهجه الحكيم لننعم على الدوام بالسلام والأمان.