العدد 5143
الأحد 13 نوفمبر 2022
banner
لا تهدموهم حبا!
الأحد 13 نوفمبر 2022

ببساطة شديدة ودون لف ودوران وبكلمات مبسطة، يجب علينا من الآن فصاعدا أن نعزز مشاعر الحب بيننا وبين أبنائنا، وأقصد بالحب هنا المشاعر والأحاسيس، وليس الماديات، فالكثير من الأمهات والآباء يعتقدون أن تلبية احتياجات الأبناء من طلبات دليل قاطع على الحب، لكنني هنا ومن منبري الإعلامي والتربوي أود أن أؤكد أن تلبية كل رغبات الابن لا ينتج عنها سوى إنسان فاسد يعتقد أن كل رغباته وأوامره مجابة، وعندما يخرج للحياة يصطدم بأنها مختلفة عن ما عاشه في كنف أبويه، فيفشل فشلا ذريعا أو أنه يواصل حياته عالة مجتمعية على الجميع، أرجوكم أوقفوا هذا العبث!
ودعوني أوضح لكم أن الحب هنا هو لمسة وضمة وكلمات تشجيع، وليس طلعات ومطاعم وأموالا وملابس وغيرها، الحب أن يشعر الطفل بالأمان وأن والديه في ظهره لتشجيعه وإرشاده وتقويته، والنشء يحتاج فعلا لذلك، ولا بأس من تلبية الماديات له أو لها دون استماتة، وإن كان وضع الأبوين يسمح بذلك، أما أن يضغط الآباء والأمهات على أنفسهم لتلبية طلبات المتنعمين الصغار فهذا أكبر خطأ وأكبر وسيلة فساد تقدمها للأبناء دون قصد!
كل ما عليك هو أن ترشده وأن تعزز فيه صفات الرجولة إذا ما كان شابا، وأن تغرز فيها صفات الأنوثة إذا كانت طفلة، خصوصا مع ما نعيشه حاليا من عبث لامتناهي في مسائل الحرية والفوضى الأخلاقية، ادعموا الجنسين بالحب اللامشروط ودون ضغوطات نفسية نختلقها لنوفر لهم الحياة الكريمة، فذلك الحب سيكون صمام الأمان، فلا تقع الفتاة ضحية لنرجسي أو متلاعب، فيما يشتد عود الشاب ويستطيع أن يقاوم الحياة بصعابها، ما نفعله الآن هو لين غير مبرر، هدم لجيل بأسره، واختلاط للحابل بالنابل، فالمنعم الذي لا يُرفض له طلب يود أن يجرب كل شيء في الحياة، كل شيء بمعنى الكلمة دون حدود أو مضامين، والسبب في ذلك ما صنعته أيدينا بأسلوب تربية ناقص وفاسد لا يبني جيلا، إنما يبني عويلا!.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية