العدد 5144
الإثنين 14 نوفمبر 2022
banner
لماذا لا تفوز كل يوم؟
الإثنين 14 نوفمبر 2022

حياةٌ صاخبةٌ تعُجُّ بالمشتتات، من منصاتٍ وتطبيقاتٍ ووسائلِ تواصل تحاصرنا من كل جانب، وتولد مجموعة كبيرة من العمليات الفكرية التي من شأنها أن تحوّل العقل إلى ما هو أشبه بالمصنع، فلك أن تتصور إذا كانت السلبيةُ والإحباطُ والتذمرُ والمقاطعُ التافهةُ هي ما يُصب في رأسك ليلا ونهارا، فما عسى أن ينتج هذا العقل؟ وما هي الاهتمامات التي تتخلق فيه؟ البعض في دول الغرب فَطِنَ لذلك من وقت مبكر، وبدأ التبشير بفكرةِ: أن تفوز كلَّ يوم، وتبتعدَ عن هذه الأجواء المشتتة، وبأنَّ فوزك ليس بالمهمة السهلة، وإن كانت ممكنةً للجميع، حيث الفوز يكون من خلال تقسيم اليوم إلى جزءٍ بدني يخصص لممارسة رياضة مناسبة لظروفك وقدرتك البدنية وما يسمح به وقتك، المهم أن يكون للرياضة حيز أساسي في حياتك اليومية، وجزء تقوم فيه برسم خطة ليومك، تبدأ بالمهمات الصعبة والضرورية، بشرط أن تقوم بهذه المهمات بعد إيقاف كل إشعارات هاتفك النقال، وتتفرغ لإتمامها، فالعمل المهم غالباً ما يكون مبنيا على التركيز والعمق، وبقاءُ الإشعارات وغيرِها من التنبيهات والضوضاء يقطع حبل أفكارك، ويبدد تركيزك، ويبعدك عن تحقيق أهدافك.
أن تفوز كلَّ يوم أمرٌ مهم، إذ مجموع الأيام التي تفوز فيها هو ما يشكل المسيرة الناجحة في حياتك. إن وقتنا الحالي مليء بالتحديات التي لم يشهد مثلها زمانٌ من قبل، ولكن ذلك أتاح الكثير من المزايا والفرص التي بإمكانك توظيفها لمسيرتك الناجحة.
لا تتنازل عن أي يوم يمر بك أن تفوز فيه، واجعل شعور النشوة في نهاية اليوم الذي فزت فيه وقودَ عزيمتك، لا تستسلم أبدًا، قاوِمْ حتى تنتصر، وما أجمل مقولة المفكر الراحل مصطفى محمود - رحمه الله -: “نقاوِمُ ما نحب ونتحمل ما نكره. هاتان الكلمتان هما كلُّ الدنيا”، ويعني بذلك أن الإنسان القوي الفائز هو من يقاومُ الانجرار للأشياء التي يحبها، ويقدمُ ما ينفعه عليها، ولو كان ما يقدمه من مكروهات النفوس التي تحتاج الكثير من الصبر والمثابرة، فالانتصار في المعركة يتطلب الانتصار على النفس أولًا، فهل ستفوز كلَّ يوم؟.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .