العدد 5144
الإثنين 14 نوفمبر 2022
banner
حكاية “البندول” التي عادت!
الإثنين 14 نوفمبر 2022

يُشار للأدوية التي يصفها الأطباء للمرضى بالتنوع الهائل من حيث المفعول والتأثير على الجسم والاستعمال كمواد في التشخيص أو المعالجة للأمراض التي تُصيب الإنسان والحيوان على حدّ سواء، وتُفيدهما في تخفيف وطأتها والوقاية منها بما تتركه من أثر فاعل على زيادة أو إنقاص وظيفة ما في الجسم باعتبارها عقاراً يعفي من أيّة أضرار جسدية أو نفسية على المُتعاطي لها، بل وتُحصنّه من حدوث الأمراض وتعافيه من الأوباء، سيّما مع كمّ النجاحات المُبهرة التي حققّها العلماء في السنوات الماضية بمجال الأبحاث العلمية وصنوف الآثار الجانبية لها واستبدال مخاطرها بعقاقير أكثر نفعاً وأمانًا على المُتعالج؛ الأمر الذي صيّر استعمالها علةً في شفاء كثير من الأمراض وانخفاض ملحوظ في نسبة الوفيات من ناحية، في حين تشكل خطورة قاتلة إذا ما أسيء استعمالها من ناحية أخرى.
على المستوى العالمي، طال الغلاء أغلب السلع، ومن بين هذه السلع قائمة الأدوية التي شملت جميع أنواع العلاجات كالمُسكنّات وخافضات الحرارة والشّاشات والمُطهرات والمراهم والمُعقّمات والضّمادات وغيرها، والخاصة بالأمراض المزمنة أو الخاصة بالأورام وأعراض الحساسية بعد أنْ شهدت أسعارها ارتفاعات جنونية، ازداد الطلب عليها في ظل استشراء الأمراض الجسدية والعصبية والنفسية التي ينكوي بعوزها الشديد المريض، وهو الذي وضع جُلّ راتبه ثمناً لها في ظل تزايدها المضطرب يوما بعد آخر، ناهيك عمّا شهدته العديد من أنواعها في صيدليات المشافي الصحية والعيادات الطبية، نقصاً في أرففها أو نفاداً من مستودعاتها أو انقطاعاً من مُورديها إلى غير عودة!
ما بين الأعوام 1978 - 2018م، أخذت وزارة الصحة على عاتقها - ووفق رؤية واضحة واستراتيجية عالمية - تحقيق تغطية صحية شاملة تكفل وسائل الوقاية والعلاج للجميع بعد أنْ تبنّت مملكة البحرين إعلاني "المآتا والأستانا" العالميين اللذين أكدا على مبدأ الشراكة من أجل تحسين مستوى الخدمات الصحية وتوافرها بجودة عالية بما يُلبي حاجات المواطن والمقيم على حدّ سواء عبر شبكة المراكز الصحية المنتشرة في جميع أنحاء المملكة وتطبيق برنامج خدمات طب العائلة الذي يسعى لتقديم الخدمات العلاجية والوقائية في مجال الرعاية الصحية الأولية وفعاليات تعزيز الصحة ومكافحة العدوى وصحة الأم والطفل في مراحل ما قبل وبعد الولادة والفحص الدوري للأطفال والنساء وتحصين الأسرة وتنظيمها.

نافلة: 
قبَال المساعي الحكومية الجادة في إصلاح القطاع الصحي، تبقى "مُعضلة" نقص الأدوية العلاجية والعقاقير الطبية ونفاد مخزونها المتكرر من الصيدليات الحكومية التي أضحت تُعاني منها أغلب المراكز الصحية المنتشرة في مدن وقُرى البحرين؛ واحدة من الظواهر المؤسفة التي تستدعي الحلول العاجلة من لدن الجهات المعنية في أنْ تكون جاهدة لتوفير جميع أصنافها وتجاوز نقصها في أقرب الآجال بعد اتساع رقعة المعاناة عند المرضى الذين باتوا عاجزين عن توفيرها في ظل التسارع المخيف في كلفة شرائها العالية من الصيدليات الخارجية، وهو ما يُعيد الكَرّةَ لخطورة الوضع الذي بات يُهدد صحة المواطن، الأمر الذي يتطلّب الإصلاح الجذري للهياكل المتداخلة في منظومة صرف الأدوية التي غالباً ما يستغرق فيها المريض مدة انتظار تُقارب الساعة للدخول على الطبيب، ليُفاجأ بوصفة الطبيب خالية من الأدوية باستثناء "البندول"!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .