بين كل أربع سنوات يتم تشكيل برلمان جديد، وفي 12 نوفمبر 2022م تمت الجولة الأولى من الاقتراع لسادس مجلس نيابي بحريني، وستتم الجولة الأخرى بعد أسبوع من تاريخه، والبرلمان أحد أساليب مشاركة المواطنين في الحياة السياسية، وهو مؤسسة من مؤسسات المجتمع الديمقراطي.
والبرلمان هو هيئة تُمثل السلطة التشريعية في الدول الدستورية وفقًا لمبدأ الفصل بين السلطات، ويتم انتخاب أعضائه في عملية انتخاب سري ومباشر، وتكون له السلطة الكاملة فيما يتعلق بإصدار التشريعات والقوانين أو إلغائها وبالتصديق على الاتفاقيات الدولية للدولة، وتتمثل مهماته في “التشريع والرقابة وتمثيل الشعب أمام الحكومة والمساءلة”، وهي هيئة مُعبرة عن مختلف الجماعات والفئات التي تنتمي إلى نفس الدولة وتجمعهم المصالح الوطنية.
وتكمن أهمية البرلمان في أنه يُمثل الشعب أمام الحكومة، ويُساهم في بناء الدولة القومية وتأكيد هويتها، وسَن القوانين والتشريعات التي تحقق السيادة الوطنية والمواطنة والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، ومتابعة تنفيذها، ومساءلة أعضاء الحكومة عن تنفيذ أعمالهم الموكلة إليهم، ومن أهميته أيضًا تحقيق الاستقرار الاجتماعي، إذ أصبح اليوم ركنًا جوهريًا في الحياة الديمقراطية وجزءًا من عملية التحول الديمقراطي.
وللبرلمان وظيفتان، الأولى صنع السياسات العامة وخطط التنمية، والثانية إصدار التشريعات والرقابة على أعمال الوزارات والهيئات الحكومية ومساءلة مسؤوليها، ومن مهماته تحقيق الأهداف التنموية المستدامة بكل المجالات، كالتعليم والصحة والتوظيف والقضاء على الفقر وتحسين البُنى التحتية وتحقيق المساواة بين الجنسين وكل الخدمات المعيشية لتحقيق حياة أفضل للإنسان في بلاده، وللبرلمان دور سياسي يَتمثل في كل مهماته الدستورية المهيئة لصناعة القرار الوطني والرقابة عليه، والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، وبإنتاج مخرجات تحقق مطالب الناس والقوى السياسية، ليشعر الناس أن هناك مَن يُمثل صوتهم في المؤسسة الدستورية، وأن هذه المؤسسة لها من القوة والحضور ما يُمكنها من تحقيق ذلك. فالبرلمان يلبي تطلعات وآمال المواطنين وييسر لهم سُبل عيشهم ويجعلهم الرقم الأول في بلادهم.
* كاتب وتربوي بحريني