العدد 5148
الجمعة 18 نوفمبر 2022
banner
القدرةُ على اتخاذِ القرار
الجمعة 18 نوفمبر 2022

أغلبُ خيباتنا منشأُها عدم القدرة على اتخاذ القرار، حين يكون الأوان قد فات ولا رجعة، وندرك أن قراراتنا لم تكن صائبة، وأننا قد ضيعنا فرصا كنا نمسك بها بيدينا فطارت منا بقرار لم يكن في محله. فهل علينا أن نتعلم فن اتخاذ القرار، أم أن ذلك يأتي بالخبرة والسليقة، وهل يكون ذلك لزاما أم أنه لا بأس بالتجربة والخطأ لقراراتنا التي نتخذها في هذه الحياة؟
لسنا على حدٍ سواء في القدرة على الحسم واتخاذ القرار؛ فالاختيار الناجح بين أمرين، أَو حلٍ من بين مجموعة من الحلول لمشكلةٍ ما لا يعبرُ في الامشاج بالوراثة، بل يُكتسبُ بالتمرس وتراكم الخبرات. قد نعي ذلك أو لا نعي أننا نعتمد في اتخاذنا قراراتنا على الحدس أو الحاسة السادسة التي يظن البعض أنها من القوى الخارقة التي لا يمكن تفسيرها؛ بيد أنها ليست سوى مزيج من خبرات سابقة وقيم يمتلكها المرء. الأصح هو إعمال المنطق القائم على الإحصاءات والأرقام والحقائق، والاستفادة من المعطيات الراهنة للوصول لقرارٍ ناجحٍ وصحيح وحاسم.
بعض القرارات الفردية حاسمة ومصيرية واتخاذها ليس أمرا هينا بتاتا. قرار اختيار الشريك المناسب، والوظيفة الملائمة والاتجاه الديني الصحيح، حسبما يعتقده الفرد، يقتضي تفكيراً منطقياً، وتقديماً للأولويات على الأمور الأقل أهمية، وطرح الإيجابيات والسلبيات على طاولة صنع القرار قبل الحسم في القضايا المختلفة لاسيما المصيري منها وهو أمرٌ في غاية الأهمية.
من ناحيةٍ أخرى فإن اتخاذ القرارات الجماعية يساعد على الحسم ويقود لنتائج أفضل؛ لأنه خلاصة تلاقح منطقي مدروس لوجهات النظر، ذلك الذي يوزع المسؤولية على الجماعة ويخفف التوتر الحاصل لدى الأفراد وهو غالباً ما يكون ناجحا ومثمرا، كاختيار العاملين لحلٍ أمثل لمشكلة ما في بيئة العمل، أو اختيار جماعة الناخبين لمرشح تتوفر فيه الكفاءة والفاعلية.
* كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .