استعرض الباحث في شؤون روسيا وأوراسيا بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية د. نايجل جولد ديفيز تحليلاته حول حرب روسيا على أوكرانيا، والتي تعتبر أكبر حرب تشهدها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945.

حيث أكد ديفيز أن هذه الحرب تتعدى الإطار الإقليمي الروسي الأوكراني لتشمل العالم بأكمله ، وعزا ديفيز ذلك إلى 3 أسباب أولها: تداعيات هذه الحرب على صعيد احترام سيادة الدول، ثانيها: ارتفاع أسعار سلع الغذاء والطاقة مما سيؤدي إلى نشوء صراعات مختلفة في العالم، وثالثها: تأثير هذه الحرب على الفكر السياسي وممارساته خاصة فيما يتعلق باستخدام الاقتصاد كسلاح.

ولفت ديفيز إلى أن هذه الحرب كشفت ضعف ومحدودية قوة روسيا على مختلف الأصعدة العسكرية، الاستخباراتية والسيبرانية، وأضاف: "الرئيس الروسي بوتين، بعد 9 شهور من الحرب، متفاجئ من اتحاد وتماسك الغرب وشركائه على مستوى السياسات الدولية، وعلى مستوى الانسحاب من العلاقات التجارية مع روسيا، الأمر الذي سيكون له تأثير كبير على المدى البعيد".

وذكر ديفيز أن "هذه الحرب التي قتلت وجرحت ما يقرب من 200 ألف شخص، فضلاً عن تشريد الملايين من الأوكرانيين، والتسبب بخسارة مئات الملايين من الدولارات اقتصاديًا، من غير المرجح ألا تنتهي قريبا".

وانتقد ديفيز العقلية السياسية الروسية حيث أوضح: "أن روسيا بحربها على أوكرانيا ترفض إدراك حقيقة أن الاتحاد السوفياتي قد سقط عام 1991 ".

جاء ذلك خلال محاضرة مشتركة ألقاها ديفيز وآخرون على ضوء نشر كتاب (مسح الصراع المسلح 2022) الذي يتناول بالرصد والتحليل الصراعات المختلفة حول العالم، والذي دشن أمس الجمعة على هامش مؤتمر حوار المنامة 18 بحضورعدد من الخبراء الدوليين.