+A
A-

بجلسة حوار المنامة " تأثير النزعات خارج المنطقة على الشرق الأوسط"

الزياني: مستمرون بدعم الجهود الدبلوماسية لحل للنزاعات والصراعات القائمة

هافيستو: الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط غاية مهمة لنا

لندنر: سنفرض المزيد من العقوبات على المسئولين الإيرانيين لدورهم بالحرب الروسية

أكد وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني بالجلسة الثانية من حوار المنامة بعنوان" تأثير النزعات خارج المنطقة على الشرق الأوسط" على ان موقف البحرين الداعم للجهود الدبلوماسية من اجل التوصل الى حلول للنزاعات والصراعات القائمة.

وقال الوزير الزياني" نحن اقوى واكثر فعالية عند التحدث بصوت واحد سواء للخصوم داخل المنطقة، او لدول خارج المنطق، مما يضمن سماع مصالحنا وفهمها بشكل افضل، فالمنطقة تواجه  تحدياتها وخلافاتها الخاصة، وقد تكون حافزا للدول للانخراط بتعزيز مصالحها، ولقد تأثر الشرق الأوسط بالعوامل الخارجية، اذ ترك ارث لا زلنا نشعر به".

وتابع الوزير" تؤثر هذه العوامل كثيرا ومنها الاثار الجانبية للصراع في أوكرانيا وهذا يتطلب تعديلات في جميع انحاء المنطقة نظرا لما تحتله المنطقة من أهمية".

وواصل الوزير الزياني" هذا الامر سوف يتجلى بطريقتين أساسيتين، اذ سوف نرى القوى الخارجية تستمر باستخدام المنطقة لمنافستها الخاصة من خلال دعم الأطراف المباشرة في النزاعات الإقليمية او توظيف راس المال الدفاعي ، وكذلك التنافس الخارجي على السلطة من اجل اقحام دول الشرق الأوسط سوف يكون ذلك على المستوى اللوجسيتي".

وشدد الوزير الزياني على أهمية التماسك والتنسيق، عبر الالتزام بالدبلوماسية لحل النزاعات، والامتناع عن التدخل في شؤون الدول، ونشر ثقافة الحوار، والاحترام المتبادل. بالقول" ان التماسك من اجل ضمان الامن،ومن خلال التعاون الموحد لانه ما من شك اننا اقوى واكثر فعالية عندما نتحدث بصوت واحد، فهذا يضمن سماع مصالحنا بشكل افضل.

وتابع" ان الاتصال يعزز بناء شراكات مع دول مختلفة سواء من المنطقة او خارجها من اجل تعزيز امنننا المشترك وتشكيل شبكات ضد الخصوم المحتملين، اذ ان كل من هذه العوامل تؤكد ان الدبلوماسية هي الطريقة الوحيدة التي تدفع باتجاه تحقيق اهدافنا والوصول الى الحلول السياسية عبر المفاوضات".

وقال" وكذلك وضع حل سريع للحروب القادمة وهذا هو موقف البحرين سواء في شأن أوكرانيا او اليمن او في أي نزاع اخر، اذ نؤكد على أهمية مركزية الحل السلمي، ان قيم الجوار قد قامت باستمرار لأننا نؤمن بأهمية السلام والازدهار لمنطقتنا والعالم ككل".

وأشار الزياني بسياق كلمته، الى أهمية تقليل تأثير الصراعات الخارجية على المنطقة بالقول" كيف تستطيع دول ان تقلل من تأثيرات الصراعات الخارجية سواء من خلال الإقرار، اذ ليس من مصلحة احد تحويل المنطقة لحروب بالوكالة.

وقال" لدى الشرق الأوسط ما يكفي دون استيراد نزاعات خارجية، وكما قال جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة المعظم خلال زيارة قداسة البابا فرنسيس الى البحرين ان الشراكات الفعالة مهمة جداً من اجل توجيه الجهود لمواجهة التحديات، ومن اجل تخفيف التحديات، انه اعتراف ان هذه الجهود قادرة على تعزيز السلام".

من جهته، قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو بأن" الاستقرار في الشرق الأوسط غاية مهمة لنا، مع وجود الكثير من النزاعات الغير محلوله مسببة الآلام للملايين، والدور الإيراني في هذا الشأن، وبأن هذا الأمر قد يستمر لفترة طويلة".

وتابع" اختارت روسيا بمهاجمة أوكرانيا الأمن العالمي برمته، وهنالك من يقول أن أوروبا يتعامل بهذا الأمر بمكيالين، وحين نعود بالذاكرة لبداية الهجوم الروسي لأوكرانيا لم نكن نعرف قدرة حكومة أوكرانيا لمواجهة هذا الأمر، ونستذكر بما حدث بغزو صدام حسين للكويت العام 1990 وكنت حينها نائباً يافعاً".

وتابع هافيستو" لا نكيل بمكيالين، وانما كانت لنا ردة فعل أسوة بالمجتمع الدولي، واذا ما تغير الوضع الراهن انضمامنا لحلف شمال الأطلسي، ومبادئنا قائمة على الديمقراطية، والقانون، وحقوق الانسان".

واردف" نأمل الوصول الى التعاون الدولي، ومنه الى مستقبل مستدام، والحرب الروسية الأوكرانية غير مبررة، فهي هجوم على دولة مسالمة ولها سيادتها، وهو أمر يخيف الدول الأخرى فيما يتعلق بسيادتها".

وقال" مسألة انعدام الاستقرار تقوم عليها روسيا، اثرت على سلات الغذاء العالمية، وأضرت بالأراضي الزراعية بأوكرانيا، ودمرت البنى التحتية بها، لتحقيق أهدافها العسكرية".

وتابع هافيستو" يحاول الاتحاد الأوروبي مساعدة شركائه من ذوي الأكثر حاجة، ودفع روسيا لوضع حد لحربها مع أوكرانيا، وعليه فنحن نحاول العمل بشكل عالمي، وأوروبا مستمرة في مساعدة الدول بمناطق النزاعات، ولتعزيز الأمن الدولي".

وختم" بمنطقة الخليج هنالك حاجة لترتيبات أمنية، وانا اشجعكم على ذلك، ويجب أن لا يخيب ضنكم بسبب المشاكل التي عانينا منه، ومنها نموذج البحر البلطيقي، وان فنلندا تعزز الحوار السياسي ومن خلال منتدى هلسنكي والذي يهدف لتعزيز الثقة، والوصول الى افضل السياسات".

بدوره، أكد وزير دولة في الخارجية الألمانية توبايس لندنر بأن العدوان الروسي على أوكرانيا غير قانوني، وهو خرق للقيم العالمية، وبأنه اكثر من مجرد نقطة تحول.

وقال لندنر" هذه الوثائق لم يخترعها الغرب، ولم يفرضونها على دول أخرى، وانما هي أسس عالمية يسير عليها الجميع، وإن خرقها لهو تحول خلال العصر، وكان هذا واضح بقمة العشرين ببالي، وهنالك عواقب وخيمة ليس على أوكرانيا فحسب، وانما على بنيتنا الأمنية نفسها".

وأضاف" تدمير روسيا للأراضي الزراعية، واغلاق المنافذ البحرية، افضى لحدوث ازمة في الغذاء العالمي، بتأثيرات ضارة امتدت لمنطقة الشرق الأوسط، ومن اجل إعادة السلام الى أوكرانيا وانهاء العدوان الروسي، يقوم الاتحاد الأوروبي بالمزيد من الضغط على روسيا".

وأردف" كما نمارس ذات الضغوط على ايران والتي تزود روسيا بالطائرات بدون طيار للضرر باوكرانيا، وهو ما سيدفعنا للقيام بحزمة من العقوبات على المسئولين الإيرانيين".

وتابع لندنر" افضت هذه الحرب الى وجود حوار مكثف بين الشرق الأوسط وأوروبا، وهو نقاش تأخر كثيراً، كما أن هنالك نزاع آخر قد يكون له تداعيات على الشرق الأوسط وهو بأفريقيا، منه النزاعات في اثيوبيا والذي قد يؤدي الى زيادة تدفقات الهجرة".

وختم" الأمر الذي سيحتاج للمزيد من الجهود الدولية للمفاوضات، ولتحقيق الاستقرار المطلوب، كما أن الأمن البحري يعد جانب مهم، وأود ان اشكر البحرين على دورها المهم في تعزيز الأمن في المحيط الهندي، واشير هنا ايضاً الى نزاع ثالث يتمثل بالتهديد المتزايد للتغير المناخي، وهو ما يتطلب تقديم المزيد من الجهود بهذا الشأن".