+A
A-

الزياني: ضرورة تقليل تأثير الصراعات الخارجية على دول المنطقة

هافيستو‭: ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬غاية‭ ‬مهمة‭ ‬لنا

لندنر‭: ‬نشكر‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬دورها‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬بالمحيط‭ ‬الهندي

 

أكد وزير الخارجية عبداللطيف الزياني بالجلسة الثانية من حوار المنامة بعنوان “تأثير النزاعات خارج المنطقة على الشرق الأوسط” أن موقف البحرين داعم للجهود الدبلوماسية؛ من أجل التوصل إلى حلول للنزاعات والصراعات القائمة.
وقال الوزير الزياني “نحن أقوى وأكثر فعالية عند التحدث بصوت واحد سواء للخصوم داخل المنطقة، أو لدول خارج المنطقة، مما يضمن سماع مصالحنا وفهمها بشكل أفضل، فالمنطقة تواجه تحدياتها وخلافاتها الخاصة، وقد تكون حافزا للدول للانخراط بتعزيز مصالحها، ولقد تأثر الشرق الأوسط بالعوامل الخارجية، إذ ترك إرثا مازلنا نشعر به”.
وتابع الوزير” تؤثر هذه العوامل كثيرا ومنها الآثار الجانبية للصراع في أوكرانيا، وهذا يتطلب تعديلات في جميع أنحاء المنطقة؛ نظرا لما تحتله المنطقة من أهمية”.

وشدد الوزير الزياني على أهمية التماسك والتنسيق عبر الالتزام بالدبلوماسية لحل النزاعات، والامتناع عن التدخل في شؤون الدول، ونشر ثقافة الحوار، والاحترام المتبادل، مردفا بالقول “إن ضمان الأمن، يكون من خلال التماسك والتعاون الموحد؛ لأنه ما من شك أننا أقوى وأكثر فعالية عندما نتحدث بصوت واحد، فهذا يضمن سماع مصالحنا بشكل أفضل”.
وتابع “أن الاتصال يعزز بناء شراكات مع دول مختلفة سواء من المنطقة أو خارجها؛ من أجل تعزيز أمنننا المشترك، وتشكيل شبكات ضد الخصوم المحتملين، إذ إن كل هذه العوامل تؤكد أن الدبلوماسية هي الطريقة الوحيدة التي تدفع باتجاه تحقيق أهدافنا والوصول إلى الحلول السياسية عبر المفاوضات، وكذلك وضع حل سريع للحروب القادمة، وهذا هو موقف البحرين سواء في شأن أوكرانيا أو اليمن أو في أي نزاع آخر، إذ نؤكد أهمية مركزية الحل السلمي، وتعزيز قيم الحوار؛ لأننا نؤمن بأهمية السلام والازدهار لمنطقتنا والعالم ككل”.
وأشار الزياني بسياق كلمته، إلى أهمية تقليل تأثير الصراعات الخارجية على المنطقة بالقول “كيف تستطيع الدول أن تقلل من تأثيرات الصراعات الخارجية سواء من خلال الإقرار، إذ ليس من مصلحة أحد تحويل المنطقة لحروب بالوكالة.
واختتم وزير الخارجية، قائلا “لدى الشرق الأوسط ما يكفي دون استيراد نزاعات خارجية، وكما قال ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، خلال زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى البحرين أن الشراكات الفعالة مهمة جداً من أجل توجيه الجهود لمواجهة التحديات، ومن أجل تخفيف التحديات، إنه اعتراف أن هذه الجهود قادرة على تعزيز السلام”.
من جهته، قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو إن “الاستقرار في الشرق الأوسط غاية مهمة لنا، مع وجود كثير من النزاعات غير المحلولة مسببة الآلام للملايين، والدور الإيراني في هذا الشأن، وبأن هذا الأمر قد يستمر لفترة طويلة”.
وتابع “اختارت روسيا بمهاجمة أوكرانيا تهديد الأمن العالمي برمته، وهنالك من يقول بأن أوروبا تتعامل بهذا الأمر بمكيالين، وحين نعود بالذاكرة لبداية الهجوم الروسي لأوكرانيا لم نكن نعرف قدرة حكومة أوكرانيا لمواجهة هذا الأمر، ونستذكر بما حدث بغزو صدام حسين للكويت العام 1990 وكنت حينها نائباً يافعاً”.
وتابع “لا نكيل بمكيالين، وإنما كانت لنا رد فعل أسوة بالمجتمع الدولي، وإذا ما تغير الوضع الراهن انضمامنا لحلف شمال الأطلسي، ومبادئنا قائمة على الديمقراطية، والقانون، وحقوق الإنسان”.
وأردف “نأمل الوصول إلى التعاون الدولي، ومنه إلى مستقبل مستدام، والحرب الروسية الأوكرانية غير مبررة، فهي هجوم على دولة مسالمة ولها سيادتها، وهو أمر يخيف الدول الأخرى فيما يتعلق بسيادتها”.
وقال “مسألة انعدام الاستقرار تقوم عليها روسيا، أثرت على سلات الغذاء العالمية، وأضرت بالأراضي الزراعية بأوكرانيا، ودمرت البنى التحتية بها؛ لتحقيق أهدافها العسكرية”.
وتابع هافيستو “يحاول الاتحاد الأوروبي مساعدة شركائه من ذوي الأكثر حاجة، ودفع روسيا لوضع حد لحربها مع أوكرانيا، وعليه فنحن نحاول العمل بشكل عالمي، وأوروبا مستمرة في مساعدة الدول بمناطق النزاعات، ولتعزيز الأمن الدولي”.
بدوره، أكد وزير دولة في الخارجية الألمانية توبايس لندنر أن العدوان الروسي على أوكرانيا غير قانوني، وهو خرق للقيم العالمية، وبأنه أكثر من مجرد نقطة تحول.
وأضاف “تدمير روسيا الأراضي الزراعية، وإغلاق المنافذ البحرية، أفضى لحدوث أزمة في الغذاء العالمي، بتأثيرات ضارة امتدت لمنطقة الشرق الأوسط، ومن أجل إعادة السلام إلى أوكرانيا وإنهاء العدوان الروسي، يقوم الاتحاد الأوروبي بالمزيد من الضغط على روسيا”.
وأردف “كما نمارس ذات الضغوط على إيران والتي تزود روسيا بالطائرات من دون طيار للضرر بأوكرانيا، وهو ما سيدفعنا للقيام بحزمة من العقوبات على المسؤولين الإيرانيين”.
وتابع لندنر “أفضت الحرب إلى وجود حوار مكثف بين الشرق الأوسط وأوروبا، وهو نقاش تأخر كثيراً، كما أن هناك نزاعا آخر قد يكون له تداعيات على الشرق الأوسط وهو بإفريقيا، منه النزاعات في إثيوبيا والذي قد يؤدي إلى زيادة تدفقات الهجرة”.
واختتم لندنر بأن “الأمر سيحتاج لمزيد من الجهود الدولية للمفاوضات، ولتحقيق الاستقرار المطلوب، كما أن الأمن البحري يعد جانبا مهما، وأود أن أشكر البحرين على دورها المهم في تعزيز الأمن في المحيط الهندي، وأشير هنا أيضاً إلى نزاع ثالث يتمثل بالتهديد المتزايد للتغير المناخي، وهو ما يتطلب تقديم مزيد من الجهود بهذا الشأن”.