+A
A-

جيمس كليفرلي: صداقة بريطانيا مع الشرق الأوسط تزداد عمقاً... وسنحافظ على أمن الطاقة

الخريجي‭: ‬آثار‭ ‬النزاعات‭ ‬والتنافسات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬امتدت‭ ‬للدول‭ ‬الأخرى

الصباح‭: ‬العالم‭ ‬يعيش‭ ‬منعطفاً‭ ‬محرجاً‭ ‬بظل‭ ‬التحديات‭ ‬القائمة

 

بدأ منتدى حوار المنامة جلسته الأولى صباح أمس، تحت عنوان “المتغيرات الجيوسياسية والطاقة” بمشاركة وحضور واسع، وتواجد ضخم للإعلاميين.
وفي كلمة له، قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح بأن العالم يعيش منعطفا حرجا في ظل تغير الجغرافيا السياسية للطاقة مع التحديات التي تواجهنا كالحرب في أوكرانيا، والتوترات القائمة في آسيا والأوضاع في أفغانستان والحالة الأمنية الضعيفة في اليمن وليبيا والعراق وغيرها، مضيفاً “هو أمر مقلق جداً”.
وأضاف الوزير الصباح أن الكويت التي هي بقلب منطقة حيوية، غنية بالموارد، والتي تشهد حالة من عدم الاستقرار، مستدركا “لطالما لعبت الكويت دوراً مهماً بالحفاظ على الاستقرار السياسي، وتأمين الطاقة إقليمياً وعالمياً على حد سواء”.
وأكد وزير الخارجية الكويتي أهمية تفعيل الحوار لمواجهة التحديات، مشيداً بالقمة الأمريكية الصينية الأخيرة، بقوله “تعتبر تطوراً إيجابياً ومرحباً به عالمياً؛ ولذا فإن علينا تعزيز المزيد من الحوار، وتخفيف التحديات التي نواجهها كشركاء”.
وتابع “الكويت مستمرة بالقيام بدورها في حل الأزمات بالطرق السلمية؛ للمحافظة على سلاسل إمداد الطاقة النشطة، وبحيث يكون هناك استثمار أكبر لدى كلٍّ من دول المنبع والمصب معاً”.
واختتم الصباح “مع أمن الطاقة العالمي، لا يمكن تجاوز تأثيره الخطير على المناخ، وهو ما يتطلب إيجاد حلقة الوصل بين تغير المناخ والأمن والازدهار، وهو ما يقودنا إلى ما ذكره الأشقاء في المملكة العربية السعودية منذ سنوات عديدة، بأنه لا يمكننا ببساطة التركيز على المناخ على الجانب المناخي وحده، دون النظر إلى كل من أمن الطاقة والازدهار الاقتصادي وفق مقاييس متوازنة بدقة شديدة”.
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بأن المملكة المتحدة ستبقى صديقاً وشريكاً ثابتاً لالتزاماتها بالعلاقات مع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقا للتقاليد العريقة الممتدة بين الجانبين”.
وأضاف “أمننا هو أمنكم، وأمنكم هو أمننا، وأن أي أزمة هنا سيكون لها تداعيات عالمية حتمية وازدهارنا هو ازدهاركم، كما أن ازدهاركم هو ازدهارنا”.
وأردف كليفرلي “حجم التجارة المتنامي بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، تجاوز 44 مليار جنيه إسترليني، معبرا عن ترحيب بلاده بالمبادرات الإقليمية؛ لتعزيز الاستقرار، بما في ذلك الاتفاقات الإبراهيمية”.
وتابع “لن نكون قادرين على التغلب على التهديدات المتبادلة واغتنام الفرص المتاحة أمامنا إلا من خلال التعاون بشكل وثيق أكثر، وهذا هو السبب في أننا نتفاوض بشأن اتفاقية تجارة حرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، والتي تعتبر رابع أكبر أسواق التصدير للمملكة المتحدة بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والصين”.
وواصل “قدمت المملكة المتحدة تمويلات للتنمية من خلال استثماراتها الدولية، منها 500 مليون دولار لمصر و250 مليون دولار للمغرب حتى الآن، مع تعميق الشراكات الأمنية مع الأردن وسلطنة عمان وتعزيز تعاوننا مع مراكز التمويل الإقليمية ضد الأموال غير المشروعة”.
واستطرد وزير الخارجية البريطاني “لدينا الاستعداد للتعاون المشترك مع دول المنطقة خلال مرحلة الانتقال إلى الطاقة الخضراء، مما يضمن أننا جميعاً نستفيد من التقنيات المتجددة، خصوصاً وأن منطقة الخليج لديها الفرص من خلال تسخير قوة ضوء الشمس والرياح والطاقة النووية”.
وعن التهديدات الإيرانية للمنطقة، قال “شاهدت خلال وجودي في سفارة بلاده في أبوظبي أضواء صواريخ الحوثي التي تستهدف المنطقة، الأمر الذي  كان دليلاً مرئياً على كيفية تهديد الأسلحة الإيرانية للمنطقة بأكملها”.
 وكشف أن “البرنامج النووي الإيراني، يعتبر اليوم أكثر تقدماً من أي وقت مضى، كما أن النظام الإيراني يبيع طائرات مسيرة إلى روسيا لتقتل المدنيين حاليًا في أوكرانيا، فيما يتظاهر الشعب الإيراني ضد عقود من القمع، كما أن الأسلحة الإيرانية تتسبب في إراقة الدماء والدمار في جميع أنحاء المنطقة.
وزاد وزير الخارجية البريطاني بأن “بريطانيا عازمة على العمل جنباً إلى جنب مع الأصدقاء لمواجهة التهديد الإيراني، ومنع تهريب الأسلحة التقليدية ومنع النظام الإيراني من امتلاك أسلحة نووية”.
وانتقد وزير الخارجية البريطاني الحرب الروسية ضد أوكرانيا، مؤكدا أنه لا يوجد بلد محصن من الاضطرابات التي أحدثتها الحرب الروسية للأسواق العالمية أو الأضرار التي أحدثته للأمن الغذائي وأمن الطاقة العالمي.
وقال “معظم دول العالم مصممة على ضمان ألا يؤتي العدوان ثماره، كما أظهرت هذه المنطقة إيمانها بالسيادة وسلامة الأراضي عندما صوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة ضم بوتين الأراضي الأوكرانية”.
واختتم وزير الخارجية البريطاني، قائلاً “صداقة بريطانيا مع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سوف تتعمق وتستمر، بينما ندعم السلام والأمن معًا، وبينما تسير هذه المنطقة نحو تحولها الثاني، مما يسمح لعالم جديد من الطاقة الخضراء”.
وقال نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي في سياق كلمته “تحظى هذه التجمعات بأهمية خاصة، حيث إننا بأمس الحاجة لها؛ للمساعدة على مواجهة التحديات، خصوصاً وأن المجتمع الدولي بحاجة لتغليب مبدأ الحوار والتفاهم”.
وأكد الخريجي أنه وفي ظل خطط التحول الشامل لرؤية 2030، فإن المملكة لديها طموحات لتوفير البيئة المستقرة الخاصة بالاستثمارات، والممكنة للتنمية، والتي من شأنها أن تبني شراكات جديدة، وتخفض التوترات، وتكثف المساعي الحميدة، وتحل النزاعات، وتوجد أبعاد مجالات التعاون المختلفة، قبالة النزاعات، والتبعات الجيوسياسية.
وتابع “مع المحافظة على انسيابية التجارة الدولية، والأمن الغذائي، وبهذا الإطار تتحرك المملكة مع شرائكها؛ لتحقيق توازنات الطاقة في العالم، واستمرار إمداداتها، ممارسة بذلك دورها الريادي بتوفير الطاقة، مع إيلاء بالغ الاهتمامات للاتفاقيات البيئية، والتغير المناخي”.
ويكمل “ولقد أطلقنا لهذا الغرض مبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر، ومن خلال الإشراف على عدد واسع من الرؤى والأهداف الخاصة بها”.
وأردف الخريجي “وترى المملكة بأن التحول في مجالات الطاقة، إلى الطاقة النظيفة، يرتكز على ثلاثة محاور مهمة وهي أمن الطاقة، والنمو، والازدهار الاقتصادي، والاستمرار في التعاون بكل ما يتعلق بالملف التغير المناخي، وبما يجنب العالم السياسات غير الواقعية لتخفيض الانبعاثات”.
وأنهى بالقول: “النزاعات والتنافسات الجيوسياسية لا تقتصر آثارها السلبية على الدول المتنازعة، وإنما الدول الأخرى وفي مجالات حيوية كالأمن الاقتصادي، والغذائي، ومن أجل تحقيق التعافي الاقتصادي ينبغي لنا تكثيف المساعي الحميدة؛ لمنع النزاعات، وبما يمكن أن يجر مختلف المناطق والأقاليم للنزاعات”.