في عالم تتغير فيه الموازين والمؤثرات، تنفرد مملكة البحرين في تنظيم حوار المنامة في دورته الثامنة عشرة تحت عنوان “القواعد والمنافسة في الشرق الأوسط”، بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع والعديد من صناع السياسات والخبراء من كل أنحاء العالم، ولاشك أن هذا الحوار الذي تختتم فعالياته اليوم الأحد يحتل مكانة بارزة في التفكير الاستراتيجي والسياسي والعسكري في المنطقة وذلك لعدة اعتبارات، أهمها التحديات التي تمر بها المنطقة والعالم والتي تتطلب وجود مفهوم واضح للأمن يسمح بتحديد الأولويات بشكل صحيح ومؤثر وفاعل، ويجعل الحلول التي يتم التوصل إليها متماشية مع أرض الواقع.
لقد تناولت جلسات الحوار عددا من القضايا ذات الأبعاد المختلفة، مثل “شراكات الولايات المتحدة الأميركية الأمنية في الشرق الأوسط”، و”تطورات في جيوسياسية الطاقة”، و”تأثير النزاعات خارج المنطقة على الوضع الأمني في الشرق الأوسط” و”مبادرات الشرق الأوسط لحل النزاع الإقليمي”، و”أمن نقاط الاختناق البحرية العالمية”، وغيرها من المحاور التي تحتاج إلى مجموعة من الإجراءات السياسية والدبلوماسية لتحقيق الأمن والسلام الدوليين، فمملكة البحرين بقيادة سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، تسعى بشتى السبل لخلق حالة الاستقرار التي ينبغي أن تسود المجتمع الإنساني، واتخاذ كل الإجراءات والتدابير الدولية التي تمنع النزاعات والحروب والصراعات، وما أعلنه سيدي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه عن استعداد مملكة البحرين للمساعدة في إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية، دليل راسخ على أن مملكة البحرين تعمل بكل جهدها في تعميق قواعد التفاهم والسلم بين الشعوب، وتسهم بجهود ملموسة ومقدرة وعلى مستويات عدة للتقريب بين الأصدقاء والأشقاء والتمهيد للتوصل إلى التوافق بين الأطراف المعنية في أكثر من قضية تحقيقا لخير وازدهار العالم.
إن حوار المنامة يمثل قاعدة للوصول إلى رؤية مشتركة وموحدة للأمن في المنطقة.
كاتب بحريني*