النسخة السادسة لمعرض البحرين الدولي للطيران تسدل الستار على فعالياتها برسم ملامح قصة نجاح بعنصرين رئيسيين، الاحتفاء بمرور 10 سنوات على انطلاقته الأولى وعودة هدير النفاثات بعد انقطاع 4 سنوات نتيجة جائحة كورونا (كوفيد-19) العالمية التي جعلت صناعة الملاحة الجوية بشقي المسافرين والشحن أكبر المتضريين وأكثرهم معاناة. 
حلم سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المعظم تحوّل في زمن بسيط إلى واحد من أكبر الفعاليات العالمية على مستوى المملكة وأكثر الأحداث تشويقاً التي ينتظرها المستثمر والزائر كل عامين. فقد حقق المعرض إنجازاً قياسياً للبحرين في فترة زمنية قصيرة مقارنة مع كبرى معارض الطيران على مستوى العالم، واضعاً للمملكة موطئ قدم راسخ على الخريطة العالمية. 

خلال عشر سنوات من التميز، نجح معرض البحرين الدولي للطيران في احتضان كبريات صفقات الطيران بكل اختصاصاتها لتصل في مجموعها قرابة 21 مليار دولار، النسخة الأولى في العام 2010 تكللت بإبرام صفقات بمليار دولار واحد، تلتها النسخة الثانية في العام 2012 بإجمالي صفقات فقات الـ 900 مليون دولار، وبلغت النسخة الثالثة العام 2014 إجمالي قيمة صفقات 3 مليارات دولار، أما النسخة الرابعة في العام 2016 فتكللت بتوقيع ما مجموعه 9 مليارات دولار، فيما حققت النسخة الخامسة في العام 2018 إجمالي 5.1 مليار دولار، والنسخة السادسة هذا العام تسجل صفقات وعقوداً بين جهات محلية ودولية بلغت قيمتها الإجمالية 1.8 مليار دولار.
أما عن أعداد الزوار، فقد وصلت إلى أرقام قياسية ليحتضن المعرض في قاعدة الصخير الجوية قرابة 200 ألف زائر في 10 سنوات، مع مشاركة قياسية هذه السنة وحضور جماهيري لافت واستقطب أكثر من 50,000 زائر في 3 أيام عمر المعرض، مقارنة مع 20 ألف زائر في النسخة الأولى في العام 2010. 
نسخة 2022 استثنائية بأرقامها أيضاً مع مشاركة ما يزيد عن 200 وفد عسكري ومدني، و186 شركة من أكثر من 30 دولة من أنحاء العالم، من بينها 6 دول شاركت بأجنحة مخصصة لها، مما وفر الفرصة للزوار لرؤية تطور صناعة الطيران والمنتجات التي توفرها هذه البلدان في محطة واحدة.
وبلغ عدد العارضين في النسخة السادسة من المعرض نحو 100 عارض، 73 % منهم شركات عالمية، بالإضافة إلى عرض نحو 100 نوع مختلف من الطائرات المشاركة في العرض الثابت والعرض الجوي، حيث قدمت فرق بارزة من أنحاء العالم، من بينها “السهام الحمراء” و”الصقور السعودية” و”فرسان الإمارات” و”غلوبال ستارز” عروضاً جوية استعراضية لزوار وجماهير المعرض على مدى الأيام الثلاثة. كما صاحب المعرض منتديات نقاشية لقيادة الفكر وتبادل المعرفة، وركن خاص لطلبة الجامعات، فضلاً عن فعاليات وأنشطة للزوار من الأفراد والعائلات في المنطقة الترفيهية المخصصة لهم.
معرض الطيران في 10 سنوات ترك بصمة دامغة في الاقتصاد الوطني مع مساهمته في إنعاش صناعة المعارض الكبرى في المملكة ودعم القطاعات المساندة كالسياحة والضيافة والنقل والمواصلات واللوجستيات البرية والجوية وغيرها من قطاعات حيوية.
المتتبع لأبرز المؤشرات الاقتصادية يلحظ مدى مساهمة قطاع المواصلات الكبيرة في الاقتصاد البحريني أخيراً، ليكون حالياً ثاني أفضل قطاع أداءً من حيث تسارع النمو على مستوى القطاعات غير النفطية برفقة الاتصالات، والذي نما بنسبة 15.1 % في الربع الثاني من العام الجاري 2022 مقارنة مع فترة المقارنة نفسها من العام 2021، مما يترجم سعي المملكة الحثيث لجعل القطاع اللوجستي مساهماً رئيساً في النهضة الاقتصادية، ويشكل معرض الطيران جزءاً لا يتجزأ من هذه التوليفة اللوجستية التي لها إسهامها اللافت في الارتقاء بأداء قطاع الطيران والملاحة الجوية في المملكة. 
كما تزامن معرض البحرين الدولي للطيران هذه السنة مع اختيار مطار البحرين الدولي كأفضل مطار جديد في العالم لهذا العام، وحصول منفذ المطار على أعلى تقييم في تقرير جودة خدمات المطارات الصادر من مجلس المطارات الدولي عن فئة “المساعدة والتعاون في خدمة المسافرين، مما يترجم الجهود الوطنية الحثيثة التي يقودها فريق البحرين ووزارة المواصلات والاتصالات بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لتنويع مصادر الدخل بعيداً عن الوقود الأحفوري والارتكاز على القطاعات غير النفطية لاستدامة خطى التنمية الشاملة. 
نسخة معرض البحرين الدولي للطيران السابعة بعد عامين تعد بالكثير من مؤشرات النجاح قبل أن تبدأ خلال الفترة من 13 إلى 15 نوفمبر 2024، مستندة على سلسلة حافلة بالإنجازات عمادها بيئة استثمارية جاذبة لرؤوس الأموال المباشرة وغير المباشرة في قطاع بدأ يداوي جراحه بخطى متسارعة ليعود إلى التألق في سماء العالم بقاراته السبع.