+A
A-

بعد خيرسون.. كيف تبدو خريطة النقاط الساخنة في أوكرانيا؟

بعد خفوت لهيب معركة خيرسون، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استمرار حدة القتال في دونيتسك شرق البلاد، لافتا إلى أن قواته صدت أكثر من 100 هجوم خلال 24 ساعة.

واستبعد الرئيس الأوكراني فكرة إقرار "هدنة قصيرة" مع روسيا، مؤكدا أنه "يمكن أن ينظر إلى هذا على أنه نهاية للحرب. مهلة كهذه لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع".

ومع مرور ما يقرب من 9 أشهر منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لا تبدو في الأفق بوادر لإنهاء الحرب الضارية التي دمرت جزءا كبيرا من البنية التحتية لأوكرانيا.

 نقاط ساخنة جديدة

بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" فإن هناك نقاطا ساخنة بالقرب من دونيتسك في منطقة دونباس الشرقية، ولا سيما بالقرب من مدينتي باخموت وأفدييفكا.

معارك ضارية شهدت قصفا مدفعيا مكثفا ومعارك من مسافات قريبة، في الجنوب من مدينتي ميليتوبول وماريوبول الاستراتيجيتين.

من المتوقع أن تجدد روسيا تركيزها على الشرق بعد انسحابها في الجنوب.

سيكون ذلك تحولا في استراتيجية الكرملين بعد أن أعلنت موسكو مرحلة جديدة من الحرب تهدف إلى "التحرير الكامل" لمنطقة دونباس.

الانسحاب قد يفيد روسيا

- بعد تعبئة نحو 300 ألف جندي، فإن انسحاب روسيا من خيرسون يمكن أن يصب في مصلحة موسكو، ما يسمح لها بنقل الموارد بعيدا من الجنوب وتعزيز قواتها على طول خط الجبهة الشرقي.

- مع وجود عدد أقل من الأراضي تحت السيطرة الروسية، ستزداد كثافة القوات الروسية، وسيكون لموسكو عدد أكبر من الجنود لكل كيلومتر مربع.

- "فايننشال تايمز" أكدت أن ما يصل إلى 50 بالمئة من قوات روسيا المنسحبة من خيرسون سيتم نقلها إلى جبهات أخرى، لا سيما في دونباس، حيث أقامت موسكو مواقع دفاعية جديدة.

القوات الأوكرانية تغيّر تموضعها

الضابط السابق في القوات الجوية الأوكرانية والمدير في مركز رازومكوف للأبحاث في كييف أوليكسي ميلنيك، قال إنه من المفترض أن تعيد أوكرانيا نشر قوات إضافية في دونيتسك كي لا تسمح للروس بالسيطرة على مدن جديدة.

وفق ميلنيك فإنه "من غير المرجح أن تحاول القوات الأوكرانية عبور نهر دنيبرو، بأعداد كبيرة قريبا، نظرا لقوة الدفاعات الروسية على الضفة الشرقية".

كذلك يحتمل أن تحاول أوكرانيا نشر قواتها في هجوم بري جديد محتمل بين الجبهتين الشرقية والجنوبية".

نظام دفاع جوي متكامل

- وزير الدفاع الأوكراني السابق أندريه زاغورودنيوك قال إن روسيا من المرجح أن تزيد هجماتها الصاروخية على البنية التحتية للطاقة في البلاد.

- بحسب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، فإن كييف تعمل مع حلفاء دوليين لبناء نظام دفاع جوي منسق ومتكامل.
حماية السماء الأوكرانية ستكون أولوية في اجتماع مقرر مع الحلفاء الغربيين في ألمانيا.

- رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: "سنقدم لأوكرانيا 500 مليون دولار أخرى مساعدات عسكرية إضافية، ستساعد في تمويل المعدات العسكرية والمراقبة والاتصالات والوقود والإمدادات الطبية".

- وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن: "اجتماع مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بأوكرانيا أظهر التزاما واسعا بدعم كييف".

- أوضح أوستن أن "أميركا وحلفاؤها سيعملون على تعزيز قدرة الأوكرانيين من أجل تحقيق أهدافهم وتعزيز سيادتهم على أرضهم".

- روسيا لن تتمكن بسرعة من إعادة إنتاج الذخائر الدقيقة التي استخدمتها في أوكرانيا.

وعن توقعاته بشأن التحركات الروسية بعد خيرسون، قال الأكاديمي والمحلل السياسي آرثر ليديكبرك لموقع "سكاي نيوز عربية: "بعد انسحاب روسيا القسري من خيرسون، يحسب الطرفان خطواتهما التالية حيث يتوقع اشتداد القتال في الشرق وفي اتجاه مدن بحر آزوف في الجنوب".

وأشار إلى أنه "بينما تعيد كييف وموسكو نشر القوات وتسعى إلى تحقيق أهداف جديدة بعد تحرير خيرسون الأسبوع الماضي، أصبح السد الكهرومائي والمدن المحيطة به بالفعل محورا جديدا للقتال. جسر نوفا كاخوفكا ربما أصبح أكثر التضاريس أهمية، في الوقت الحالي، على طول جبهة القتال بأكملها في أوكرانيا".

واختتم حديثه قائلا: "في الوقت الحالي، تقتصر جميع المعارك إلى حد كبير على الطرق السريعة، حيث تستخدم القوات الروسية المناطق الحراجية لنصب الكمائن وإبطاء الأعمال الأوكرانية في المنطقة. قد يتغير ذلك عندما تنخفض درجات الحرارة في الشتاء".