العدد 5152
الثلاثاء 22 نوفمبر 2022
banner
العدوى في المدارس والفاقد التعليمي
الثلاثاء 22 نوفمبر 2022

يمر الطلبة في مختلف المراحل التعليمية بمرحلة صعبة جدًا، فهم يعانون أشدَّ المعاناة من التحديثات التي أُقرتْ في هذا الفصل الدراسي لتعويض ما مضى من الفاقد التعليمي جراء التعلم عن بعد، فالقضية تشمل العديد من المتطلبات سواء من ناحية الواجبات، والفروض واجبة التسليم في فترات زمنية متقاربة جدا، بالتزامن مع الامتحانات، وكل ذلك يولد ضغوطا نفسية كبيرة على الطلاب، وما زاد الوضع سوءا انتشار عدوى الأمراض الفايروسية بقوة كبيرة في الفصول الدراسية، لتخلط وتعقّد المشهد على الطلبة، فالكثير منهم يصاب بهذه الأمراض أكثر من مرة في الشهر الواحد، ما يتسبب في الغياب المتكرر وفقدان التركيز بفعل مضاعفات هذه الأمراض، ومن جانب آخر تضغط الخطة الدراسية على الطلاب بمتطلباتها الكثيرة، ما يفقد العديد منهم الثقة بالنفس، ويسرب إليها إحساسًا بالخوف وعدم الاستقرار الأكاديمي، فكيف يمكننا أن نواجه هذه العدوى المستشرية لنتمكن من تعويض الفاقد التعليمي؟
يمكن الاستعانة بأقسام مكافحة العدوى والصحة العامة بوزارة الصحة، فهم جهات خبيرة في مجالها، ويمكنها بكل سهولة دراسة وضع المدارس من ناحية توفير أساسيات الصحة العامة، والتحقق من مدى توافر المواد اللازمة في مرافق المدرسة ونوعياتها، وما إذا كان هناك طلاب يعانون من الرشح وغيره، فإنه يجب عليهم عند الحضور استخدام الكمامات، والتوقف عن التنقل بين الصفوف بشكل عشوائي، وغير ذلك من الإجراءات التي من شأنها أن توقف انتشار العدوى، فالطلاب المرضى اليوم بالأمراض الفايروسية الموسمية يحضرون بشكل اعتيادي، ما يزيد انتشار الأمراض.
إن المملكة تولي اهتماما بالغا للجانب الصحي والتعليمي، فمن الواجب التفكير بجدية في توفير أطقم من أقسام مكافحة العدوى بأسرع وقت ممكن، للتقليل من الانتشار الواسع للأمراض الفايروسية التي باتت تضيق الخناق على الطلبة، وتعيقهم عن تعويض الفاقد التعليمي، فمن الضروري توفير بيانات تبين حجم المشكلة، وأعداد المصابين المتغيبين، لمراقبة تحرك انتشار العدوى الفايروسية، ودراسة سبل الحد من انتشارها، ودراسة سبل تعويض الدروس للطلاب المرضى جراء الغياب المتكرر لأيام طويلة خلال الفصل الدراسي، وتعويض من حضر منهم وكان يعاني من الأعراض الجانبية للمرض، والتي أضعفت قدرته على استيعاب الدروس.
ومن جهة أخرى نجد أن المشروع الرائد المشترك بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة المتمثل في ممرض الصحة المدرسية توقف - كما يبدو -، حيث كان هذا المشروع المتميز يقدم الكثير من الخدمات الجليلة في مجال الخدمات الصحية للطلبة في المدارس، ما يخفف عنهم ويساعدهم في رحلتهم الأكاديمية، فاليوم نجد أنفسنا بحاجة ماسة لمراجعة هذا المشروع ومحاولة إنعاشه من جديد، في ظل وجود عدد كبير من الكفاءات الوطنية في مجال الصحة المدرسية، بحيث يمكن الاستعانة بهم في سدِّ هذه الثغرة، فدِرْهمُ وقاية خيرٌ من قنطار علاج.
ولا يسعني في الختام إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل، والعرفان بالجميل، لإدارات المدارس والمعلمين وأطقم العمل، ممن يقوم على استمرار العملية التعليمية في ظلّ انتشار الأمراض المعدية، حفظ الله الجميع من كل مكروه.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .