في سابقة ملفتة، بل ومذهلة، فجرت نساء البحرين مفاجأة في انتخابات 2022م، حيث حققت نساء البحرين اختراقًا كبيرًا في المنافسة، ومن مختلف محافظات المملكة، وقد تمكنت المرأة من تحقيق فوز في المسارات الانتخابية السابقة إلا أن نتائج هذا الموسم أذهلت الجميع وجعلت المرأة منافسًا للرجل يحسب له ألف حساب.
لقد أثبتت السنوات العشرين وفي المواسم الانتخابية الخمسة وهذا سادسها بأن المرأة البحرينية قادرة على أن تعد لنفسها مقعدًا سواء في البرلمان أو بالمجالس البلدية، وبالرغم من شكوك البعض وعدم رغبتهم بأن تنال المرأة هذه المكانة أو أنها ــ كما يدعي البعض ــ لا تصلح لذلك ــ إلا أن ادعاءاتهم تلاشت، ونالت المرأة مقاعد في المجلسين وكان أداؤها ممتازًا نيابيًا وبلديًا. وبفضل الوعي المجتمعي البحريني وبمساندة نسائية كبيرة ورجالية أيضًا نالت المرأة موقعًا مُتقدمًا في الانتخابات، فهذه الزيادة في التمثيل التي باتت تحظى بها نساء البحرين تشير إلى تنامى الوعي المجتمعي تجاه المرأة ورفع مؤشر الثقة بها مجتمعيًا.
بات المجتمع البحريني يدرك أن المرأة تمتلك قدرة كبيرة في العمل السياسي وهي جديرة بذلك، والعدد يُشير إلى قوة النساء داخل المجتمع البحريني، ما يَدلُ على أن الشارع البحريني ليس مُتعصبًا ضد النساء، وأنه يرغب بأن يكون للمرأة دور في صياغة القرار الوطني، وهُن قادرات على التعاطي مع مختلف المواضيع التي ستتم مناقشتها في المجلسين.
يعتمد العمل البرلماني على النوع لا الكم ــ على ما يتمتع به النائب من الثقافة العامة والتشريعية والمجتمعية، ومدى فاعليته ودوره في تقديم الخدمات والتشريعات لمختلف فئات المجتمع، بجانب دوره في مراقبة الأداء الحكومي. والعمل البرلماني في البحرين لا يزال صعبًا بالنسبة للجنسين، وهذا ما لاحظناه في الأدوار الخمسة السابقة، حيث أخفق العديد من النواب في تشريع القوانين المتعلقة بتطوير الاقتصاد الوطني وتحسين مستوى معيشة أهل البحرين، ولابد أن تكون للنساء الفائزات فاعلية في التشريع ومراقبة السلطة التنفيذية، وهُن قادرات على ذلك وأكثر، فقدرات النساء لا حدود لها.
*  كاتب وتربوي بحريني