العدد 5157
الأحد 27 نوفمبر 2022
banner
مركز المعارض والبُعد التنموي
الأحد 27 نوفمبر 2022

لا اقتصاد قوي من دون مراكز متطورة للمعارض، ولا تنمية حقيقية من دون مراكز تسويق مجهزة بأعلى تقنيات العصر، تحت هذا الشعار تم مؤخرًا الافتتاح الرسمي لمركز معارض البحرين الدولي في منطقة الصخير تزامنًا مع معرض الجواهر العربية، مناسبة وحاجة ملحة نحو وضع المعرض المناسب في المكان المناسب، وضع المركز التسويقي الذكي بعيدًا عن الاكتظاظ السكاني والازدحام المروري، وهدر الوقت فيما لا يفيد.
تلك كانت رؤية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظه الله ورعاه، وتلك كانت ضربة البداية التي قدم سموه لها الرعاية والحضور الكريمين منه إثر افتتاحه للمعرض السنوي للمجوهرات، عشرات الآلاف من الزوار والشركات العارضة، عشرات الملايين من القيم الحقيقية للمعروض من اللآلئ والمجوهرات والمشغولات الذهبية والأحجار والمعادن النفيسة، وآلاف الأمتار المربعة التي تم إشغالها بالكامل وسط حضور ومتابعة من أعلى أجهزة تنفيذية في الدولة إلى جموع الناس والتجار ورجال المال والأعمال والمهتمين بهذه الصناعة العملاقة.
الشأن الجغرافي أم الشأن الديمغرافي، أيهما أو كلاهما شقا رحى ضمن منظومة رؤى تتسابق من أجل تغليب المصلحة العامة على ما عداها من مصالح واعتبارات، أيقونة المعارض الدولية وهي تتمدد نحو المحافظة الجنوبية لأول مرة في تاريخ هذه الصناعة بالبلاد، ونقلة حضارية نوعية من المراكز إلى الأطراف، ومن التاريخ إلى الجغرافيا، ومن الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل البعيد.
هكذا يفكر القائمون على المنظومة، وهكذا نُشير في معرض تتبعنا لهذا المعرض الدولي كيف أنه خطف الأنظار، وكيف أنه يسابق الزمن من أجل أن يضم آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا المشغولات الذهبية والمجوهرات فائقة الجودة، بل آخر ما كان يعتني به المهاريون في دول العالم المتقدم، وأصبح محتضنًا بمهارة على أرض مملكتنا الحبيبة البحرين.
معرض الجواهر العربية ولأكثر من ثلاثة عقود يواصل تألقه على أرض الحضارة والتألق، ويواصل جذبه للزائرين من كل حدب وكل صوب إعلانًا منه أنه لا يصح إلا الحقيقي والصحيح، وأن كافة الصناعات يمكن تقليدها إلا صناعة المجوهرات، وأن جميع المنتجات يمكن أن نجد لها شبيهًا إلا صناعة المجوهرات، وأن جميع الصناعات يمكنها القبول بمبدأ أضعف الإيمان فيها إلا صناعة الذهب والمجوهرات.
من هذا المنطلق ابتدع مصممونا مجوهرات بحرينية أصلية لا تقليد لها ولا شبيه، تصاميم على أعلى درجة للمحاكاة مع عراقة هذه البلاد، مع طبيعتها وخصوصيتها الساحرة، مع تقاليدها وعاداتها وممارساتها اليومية التقليدية وتلك التي تطورت عبر الحقب والعصور.
أصبح الذهب البحريني ماركة عالمية مسجلة، وأصبح المهاريون الممتهنون لهذه الصناعة من الأيقونات النادرة في هذا العالم المكتظ بكل ما هو غير حقيقي وكل ما هو غير أصيل.
لقد اختارت مملكة البحرين أن تكون قِبلة للدنيا بأسرها في صناعات من الصعب الدخول إلى خطوط إنتاجها بسهولة وانكشافها على كل ما هو غير أصيل، فكان هذا الاختيار الصعب هو فلسفة كبار الاقتصاديين في المملكة، هو الأساس الذي يتم على أساسه البناء والنماء وإقامة الصروح الاقتصادية العظيمة.
المجوهرات، صناعاتها، معارضها، رعايتها، تدريب المهاريين عليها، هو الإتقان الذي لا يتكرر في هذا الزمان مرتين، وهي الأطقم النادرة التي سيظل العالم يحكي عنها ويتحاكى وهي متمركزة خلف الزجاج الإلكتروني الشفيف في معرض المجوهرات العربية الذي يأتي في الموعد المحدد له خلال شهر نوفمبر من كل عام.
تحية من القلب لكل من أخرج هذه التظاهرة الاقتصادية في أبهى حلة لها، ولكل من فكر في أن ينقل المركز الدولي للمعارض في شكله الجديد وأيقوناته المعتبرة في منطقة الصخير، حيث الجغرافيا وهي تعانق ذوق الإنسان، والمكان وهو يلتقي مع الزمان، والحالة وهي تتجلى في أبهى صورها وأنضج معالمها، وأرقى ما وصلت إليه يد البشر وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .