العدد 5157
الأحد 27 نوفمبر 2022
banner
التسابق على رئاسة مجلس النواب
الأحد 27 نوفمبر 2022

بكل صراحة وجدية أرى شخصيا أن التسابق على الفوز برئاسة مجلس النواب بالطريقة التي نشاهدها والتي تحمل دلالات ذات أبعاد بالنسبة لعمل هذا النائب وأسلوب تفكيره، قد تكون غير متجاوبة مع حاجات الناس، لأن النجاح الكبير في العمل البرلماني هو طرح ومعالجة القضايا التي تهم المواطن ووضع الأطر التشريعية بصورة واعية وجدية، ويجب أن تكون هذه مهمة النائب الأساسية التي تزيد طاقته أضعافا مضاعفة وتمده بالقوة والقدرة.
التسابق على كرسي رئاسة مجلس النواب وكرسي النائب الأول، لا يهم المواطن بقدر أهمية جهود البناء والتطوير في كل المجالات وحشد طاقات المجلس لتحقيق الأهداف المرجوة منه وأهمها رفع مستوى معيشة المواطن وإبراز الأولويات ذات الأبعاد التنموية والاقتصادية المتعددة، والعمل على نحو إيجابي وفي كل المجالات، وكما يقال إن التنظيم يفرض التنسيق، وهذا يتطلب الاقتناع بالتخلي عن الأهداف الشخصية لصالح الهدف الأسمى والأكبر وهو الوطن. لا نقلل من كفاءة من تقدم إلى رئاسة المجلس والنائب الأول، لكن يخيل إلينا أن هذا المنصب قد تغلب على بقية الحوافز وأصبح الدافع إليه دافعا أكبر وأكثر مما يجب أن يكون والخوف أن يضحى من أجله على حساب أمور أهم. 
جميع السادة النواب يعلمون أن المواطنين أصبحوا يتعلمون أكثر فأكثر، ومجلس 2022 سيكون مختلفا عن غيره والمحاسبة ستكون عسيرة مع أي تقصير وتخاذل وخروج عن المسؤولية، لأن من أعظم الأخطاء التي وقع فيها عدد من نواب الفصل التشريعي السابق، ترك المواطن تحت رحمة الظروف والتقلبات، والانشغال بقضايا شخصية بحتة “عن سفرات، ومحاباة، وتكتلات، وإلخ...”، ما كان سببا في تشتت العمل الجاد واضطرابه، وهذه حقيقة نعرفها جيدا في الصحافة ولا سبيل إلى إنكارها.
مثلما أن دور المثقف عموما يأتي في الطليعة بحكم وعيه، وبحكم طبيعة عمله، وبحكم دوره التعليمي والقيادي في المجتمع، يفترض أن يكون دور النائب مماثلا، والحديث والتسابق على الرئاسة لم يعد يغني شيئا، فيما عدا الخطوط العريضة العامة.

*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية