العدد 5159
الثلاثاء 29 نوفمبر 2022
banner
العمل المؤسسي المستدام
الثلاثاء 29 نوفمبر 2022

تلقيت مقطع فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي لا أعلم مناسبته، ويظهر في الفيديو صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وزير الطاقة السعودي وهو يرد على طلب إحدى الأخوات السعوديات وذلك لتبني سموه لها وتوظيفها. وأعجبت كثيرًا برد سموه الذي اتسم بالاحترافية الإدارية والحكمة والحنكة، إذ قال سموه بالحرف الواحد “عندي ثقة واعتزاز وفخر وعندي منظومة يجب أن تتبناك أفضل مني، فلا تعولي على الأشخاص، عولي على العمل المؤسسي المستدام، ولا أحد منا يجب عليه أن يتشرف أو يفخر أو يفرح بأنه هو الذي كون كذا وكذا، وهل في حالة ذهابك أو رحيلك سيتهاوى هذا الحصن العظيم؟ وهذا يعني أنه لم يفعل شيئًا، ما هو مهم للناس أنك تبني مؤسسات مستدامة”.
في اعتقادي الشخصي أن سمو الأمير بكلماته هذه أعطى درسا ولا أروع في الإدارة والقيادة الحكيمة التي مع الأسف نفتقدها في عالمنا العربي الذي يعتمد على أشخاص، أو بالأحرى على شخص واحد، فلا خير لأية مؤسسة لا تقوم على مبادئ وأسس وقوانين تحفظ حقوق الجميع، فإذا أردنا أن نتطور ونكون منتجين ومنصفين، وجب علينا تغيير الكثير من القيم والمفاهيم والممارسات الإدارية المتبعة. فمفهوم ثقافة المؤسسة يشير إلى المُعتقدات والسلوكيات والخبرات وفلسفة المؤسسة التي تُحدد أسلوب وكيفية تعامل موظفيها والإدارة وعملية التفاعل الخارجي أيضا الذي يكون على شكل معاملات في كثير من الأحيان. وغالباً ما تكون ثقافة المؤسسة ضمنية وغير واضحة أو محددة بمرسوم ما، لكنها تتطور مع مرور الوقت كنتيجة للسمات التراكمية للأشخاص الذين يعملون في المؤسسة أو الشركة.
إذا فإن ثقافة المؤسسة لها دور كبير ورئيسي في نجاح أو فشل المؤسسة ومن أهم مكونات ثقافة المؤسسة وجود الرؤية الواضحة وهي سبب إنشاء المؤسسة وسبب رئيس في استمرارية تطورها، فقيم المؤسسة جوهر رؤيتها، وجوهر ثقافتها، فتُقدم القيم مجموعة من الإرشادات والسلوكيات والأفكار اللازمة لتحقيق الرؤية. أما المُمارسة فهي تطبيق القيم النابعة من الرؤية داخل المؤسسة وخارجها، فلن تكون القيم ذات قيمة إلا اذا تم نقلها من الورق إلى الواقع.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .