العدد 5160
الأربعاء 30 نوفمبر 2022
banner
أعداء التقارب بين الأديان.. معقدون بضراوة
الأربعاء 30 نوفمبر 2022

رغم أن كلمة السلام والتقارب بين الأديان تشق لوحة السماء، إلا أن هناك فئة من البشر لا تزال تعيش بعقليتها المتخلفة العفنة، وتحاول إيجاد صيغة ملائمة لثرثرتها بعد كل فعالية أو خبر تنشره الصحافة أو الإعلام المحلي عن التسامح وروح التعايش والمحبة بين جميع البشر على اختلافهم.
انهالت الردود الغبية على خبر الزميل حسن عبدالرسول عن الاحتفال بعيد “حانوكا” عيد الأنوار اليهودي في المنامة بالتزامن مع وصول لفيف التوراة من إسرائيل للبحرين، والذي سيستغرق ثمانية أيام حسب التقويم العبري من كل عام، حيث سيقام الحفل من تاريخ 25 ديسمبر ولغاية 1 يناير 2023 في منطقة باب البحرين ومحيط سوق المنامة وصولا إلى الكنيس اليهودي، وسيحضر هذا الحدث عدد من المسؤولين في السفارة الإسرائيلية لدى المنامة وعدد من الشخصيات اليهودية المقيمة في الخليج، وسواح من إسرائيل.
كل الردود أخذت نظرة تقليدية بدون أن يعرف صاحبها ويعمل ويفهم ويستنتج كشخص يعيش في هذا العصر، أهمية السلام والتقارب بين الأديان والمستجدات والمتغيرات التي فرضت نفسها على العلاقات الدولية، فكل دول العالم قاطبة اختارت السلام لكي تعيش الرخاء والازدهار، وهي فرصة لا ينبغي تفويتها من أجل كل الشعوب، ومملكة البحرين عرف عنها منذ القدم أنها أرض السلام والمحبة والتعايش ومقصد كل الناس على اختلاف ألوانهم ودياناتهم وثقافاتهم، إنها أرض الكمال الإنساني منذ فجر التاريخ، وكل الأصوات التي تعارض التقارب بين الأديان والتسامح والحوار بين الحضارات والثقافات، ستدور بسرعة متزايدة حتى تفقد توازنها في يوم ما وتسقط.
من يفتح قلبه ومكانه للآخر ويقبله، ستهبه السماء أنوارها، ومن يرفض ويعيش على جفاف الماضي، سينهزم أمام الحقيقة وسيعانق الفشل بحرارة. كل ما أستطيع قوله عن هذه النماذج البشرية الرافضة للسلام والتقارب بين الأديان.. أنتم معقدون بضراوة ولا تفهمون شيئا عن العصر الذي نعيش فيه.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .