العدد 5160
الأربعاء 30 نوفمبر 2022
banner
من يعيد للمعلم حقوقه؟
الأربعاء 30 نوفمبر 2022

ربما تغدو مهنة التربية والتعليم الاستثناء بين كل المهن الأخرى، والتي لا تقبل أن يهبها المعلم نصف وقته أو نصف أعصابه، ويداخلنا شعور بأننا نظلم هذا الإنسان إذا انتقصنا شيئا من حقوقه أو واجبا هو حق له.
مناسبة هذا الحديث أنّ المعلمين – والمعلمات - لا يزالون بانتظار صرف علاوة تمديد اليوم المدرسيّ بعد ثلاث سنوات على إيقافها!! ولا أظنّ أن أحدا يستطيع أن يزعم أنه أعاد الاطمئنان إلى نفوسهم طالما بقيت المسألة التي تؤرقهم ليلا ونهارا معلقة وإلى أمد غير معلوم. ولا أحد يستطيع من المسؤولين أن يدّعي أنه لا يتحمل المسؤولية في تأخير صرف العلاوة. إنها مغالطة كبيرة بحق أنفسنا إذا اعتقدنا أن العاملين في سلك التربية والتعليم لا تنتابهم حالات من الشعور بالغبن إزاء ما يتعرضون له من لامبالاة وتجاهل. ثم هل نحن بحاجة إلى التذكير في كل مرة بمعاناة هذا الإنسان ومكابداته والضريبة التي يدفعها كل يوم من أعصابه وعمره؟ 
إنّ المعلمين والمعلمات في قطاع التربية والتعليم بُحت حناجرهم وهم يذّكرون من يعنيهم الأمر بوزارة التربية والتعليم بدءا برأس هرم الوزارة بحقوقهم، بيد أنّ الوزارة تتعامل مع نداءاتهم بلا اكتراث، وبصمت في أغلب الأحيان، ولعل المرة الوحيدة التي استجابت فيها كانت عبارة عن تصريح صحافي للوكيل المساعد للمناهج والإشراف التربوي الأستاذة أحلام العامر عبر صحيفة “البلاد” في الفترة الماضية، وأشارت فيه لصرف علاوة التمديد للمعلمين بعد التنسيق مع جهاز الخدمة المدنية لكن الذي اكتشفه المعلمون أنّ ليس ثمة تنسيق أو أن هذا التنسيق لم يسفر عن نتائج ملموسة على أرض الواقع!!
الذي نعتقده أنّ الهيئات التعليمية متفائلة إلى حد كبير بأنّ المستقبل يحمل لهم الأمل من قبل وزير التربية والتعليم الجديد الدكتور محمد بن مبارك جمعة، ويتمنون لو أنّ الوزير عمل على تحريك القضية المعلقة منذ سنوات. ولا نشك بأنّ القائمين على شؤون التربية والتعليم الأكثر التصاقا بهموم المعلمين وتقديرا لأدوارهم ورسالتهم، وبالتالي فإذا ما أراد هؤلاء رسم البسمة على وجوههم وإزالة ما يعكر حياتهم فإنّ الواجب يقتضي الإسراع في منحهم حقوقهم دون إبطاء أو تسويف.
* كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية