تاريخ المرأة البحرينية عريق ومجيد، فقد تعلمت لتشارك في الركب الحضاري والعِلمي والثقافي، واستجابت لدعوات النهضة والتحرر من الجهل والتخلف وسيطرة العادات والتقاليد البالية، وانخرطت في الحياة العامة بأوجهها المختلفة بعد أن دخلت المدارس وتعلمت رافضة “لاءات منع المرأة من التعليم وأن تعليمها عورة”.
توجهت المرأة البحرينية بكل عنفوانها وقوتها وبإرادتها القوية الحُرة لنيل حقوقها ولتبني لها مكانة تليق بها وبمجتمعها الذي يحتاج إلى جهود جميع أبنائه من الجنسين، ويتحدث التاريخ البحريني عن نساء لهن بصمات خالدة في ميادين مجتمعية عديدة كالتعليم والصحة، والعِلم والأدب، وفي ميادين العمل المختلفة، حيث ساهمن في غرس مداميك التقدم بمداد من ذهب، ولم يتخلين عن واجبهن الأسري تجاه الأسرة والزوج والأبناء، ويشهد التاريخ أن الرائدات البحرينيات في مختلف المجالات أقبلن بحماسة على التعلم وممارسة المِهن بجانب العمل الوطني. تجمعت لدى المرأة البحرينية سمات ساعدتها على بلوغ آمالها وتحقيق تطلعاتها، منها الإيمان بقدراتها وأهليتها للعِلم والعمل، وضرورة تحررها من دُنيا الأوهام والجهل والظلام، ومن سطوة المجتمع الذكوري عليها، والنهوض لاستعادة حقوقها المسلوبة، وبإيمانها بأن حرية المرأة جزء لا يتجزأ من حرية المجتمع وتحرره، وكثيرات دعمن العمل السياسي وانخرطن فيه.
تنهض المرأة البحرينية اليوم في حميع المجالات، بل وتتفوق فيها، ونالت حظًا وافرًا من التعليم العالي وإتقان اللغات الأجنبية، وتحملت عبء الأعمال المتقدمة في المجتمع، فأصبحت معلمة وقاضية ووزيرة وتاجرة ونائبة وسفيرة وشاعرة وأديبة وصحافية وإعلامية وموسيقية وعضو في الكثير من المؤسسات المجتمعية بل ورئيسة مجلس إدارتها. وتراها حاضرة دائما في المنتديات الثقافية والأدبية، والكثير من نساء البحرين سافرن إلى دول العالم للتعرف على ثقافة وموروثات تلك الدول من اقتصادية واجتماعية وسياسية، ونالت بفخرٍ واقتدار ما نسبته (20 %) من مقاعد البرلمان وما نسبته (20 %) من مجلس الوزراء كوزيرات، وهذا ما يثبت قدرة وكفاءة المرأة، وما زال للمرأة البحرينية مجال واسع للعمل وتحقيق الكثير من الإنجازات، ولا تزال تنتظر الكثير من سَن التشريعات التي تُكمل ما تحقق لها من الحق والمكاسب، خصوصا في المجال الأسري.
* كاتب وتربوي بحريني