+A
A-

أوكرانيا: روسيا تسحب قواتها قبالة خيرسون على ضفة نهر دنيبرو

تستمر العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، الخميس، حيث تقوم وحدات من الجيش الروسي بمحاولة بسط السيطرة وضرب مواقع تمركز القوات الأوكرانية، فيما تستمر كييف في المقاومة وتلقي الدعم المادي والعسكري من الغرب في مواجهة الدب الروسي.

وفي تطور جديد، قال الجيش الأوكراني، الخميس، إن روسيا سحبت بعض قواتها من بلدات على ضفة نهر دنيبرو المقابلة لمدينة خيرسون، وذلك في أول تقرير رسمي أوكراني عن انسحاب روسي لما أصبح الآن خط المواجهة الرئيسي في الجنوب.

ولم يذكر البيان سوى تفاصيل محدودة ولم يتطرق إلى عبور أي قوات أوكرانية لنهر دنيبرو. وشدد مسؤولون أوكرانيون على أن روسيا كثفت القصف عبر النهر، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي مجددا في خيرسون حيث لم تبدأ استعادة الكهرباء إلا بعد قرابة 3 أسابيع من إخلاء القوات الروسية للمدينة والفرار إلى الضفة الأخرى من النهر.

ومنذ أن تخلت روسيا عن خيرسون الشهر الماضي، بعد 9 أشهر من هجومها على أوكرانيا، أصبح النهر يشكل الآن الجزء الجنوبي الكامل للجبهة.

وطلبت روسيا بالفعل من المدنيين إخلاء البلدات الواقعة على بعد 15 كيلومترا من النهر وسحبت إدارتها المدنية من نوفا كاخوفسكا على ضفة النهر.

وأفاد مسؤولون أوكرانيون في وقت سابق إن روسيا سحبت بعض المدفعية قرب النهر إلى مواقع أبعد أكثر أمانا، لكن حتى الآن لم يصلوا إلى حد الجزم بأن القوات الروسية تنسحب من البلدات.

وقال الجيش: "لوحظ انخفاض في عدد الجنود الروس والمعدات العسكرية في بلدة أوليشكي"، مشيرا إلى البلدة المقابلة لمدينة خيرسون على الجانب البعيد من الجسر المدمر فوق دنيبرو.

وأضاف: "سحب العدو قواته من بلدات معينة في مقاطعة خيرسون وتم نشرها في مناطق غابات على طول هذا الجزء من طريق أوليشكي-هولا بريستان السريع"، مشيرا إلى مسافة يبلغ طولها 25 كيلومترا من الطريق عبر المدن المطلة على النهر والمنتشرة في الغابات على الضفة المقابلة لمدينة خيرسون.

وأردف أن معظم القوات الروسية في المنطقة تم حشدها في الآونة الأخيرة من جنود الاحتياط، موضحا أن القوات الروسية المحترفة عالية التدريب غادرت المنطقة بالفعل.

وفي تطور ميداني سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير راجمة صواريخ "هيمارس" بذخيرتها وطاقمها في منطقة بلدة أوريخوفاتكا بجمهورية دونيتسك، وكذلك تدمير محطتي رادار أميركيتي الصنع AN / TPQ-37 مضادتين للبطاريات في دونيتسك أيضاً. وأضافت أن النيران الروسية أصابت ثلاث نقاط انتشار مؤقت لوحدات المرتزقة الأجانب في منطقة سلافيانسك بجمهورية دونيتسك الشعبية. كما تم تدمير ثلاثة مستودعات لأسلحة الصواريخ والمدفعية وذخيرة للقوات الأوكرانية في دونيتسك ومنطقة زابوروجيا.

وقبلها، اتهمت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا، القوات الأوكرانية بقصف مناطق بالمقاطعة بقذائف يستخدمها حلف الناتو. وذكرت في بيان أن أوكرانيا قصفت منطقة كيفسكي في دونيتسك بقذائف من عيار 155 ملم.

روسيا تتوسع في دونيتسك

في المقابل، أعلنت وزراة الدفاع الروسية السيطرة على منطقة أندرييفكا في دونيتسك، مشيرة إلى أن العمليات متواصلة لإحكام القبضة على منطقة فوديانوي القريبة.

ويواصل الجيش الروسي هجومه في اتجاه مدينة فوديانوي، وأعلنت وزارة الدفاع أيضا السيطرة على بيلوغوروفكا وبيرشي ترافنيا في أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية. كما أن الجيش الروسي قريب من السيطرة على مدينة أرتيموفسك، وفي مدينة مارينكا يدور القتال في داخل المدينة.

يأتي ذلك فيما قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون إن شحنة صواريخ باتريوت ربما تصل إلى أوكرانيا عن طريق دولة ثالثة لم يسمها.

وأضاف المسؤول الأميركي أن بلاده تبحث مع الحلفاء في الناتو نشر نظام الباتريوت في أوكرانيا، ما سيغيّر قواعد اللعبة مع روسيا.

وفي وقت سابق من نوفمبر الجاري، طلب وزير الدفاع البولندي من ألمانيا تسليم أوكرانيا شحنة صواريخ باتريوت أرض جو مخصصة في الأصل لبولندا، وذلك لمساعدة كييف في الدفاع عن نفسها في مواجهة روسيا.

أما المستشار الألماني، أولاف شولتس، فقال إن روسيا لم تعد قادرة على كسب الحرب في أوكرانيا في ساحة المعركة، مشيرا إلى أن الهجمات الروسية على البنية التحتية الحيوية، وأنابيب المياه والطاقة الأوكرانية استراتيجية مروعة.

من جهته، صرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الأربعاء، بأن القوات الروسية اختبرت طرقا جديدة لاستخدام الصواريخ والقوات والمدفعية في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

وقال شويغو: "خلال العملية العسكرية الخاصة، اختبرنا طرقا جديدة لاستخدامها القتالي. أولا، الأمر يتعلق باستخدام أنظمة الاستطلاع والهجوم، التي تتضمن طائرات مسيرة وعينات متطورة وحديثة من الأسلحة".

وتستمر المخاوف في روسيا بشأن ما إذا كان الكرملين سيجدد جهوده للتعبئة، فيما تستمر قوات أوكرانيا في الهجوم المضاد بجنوب وشرق البلاد. وتكبدت موسكو سلسلة من الهزائم في أرض المعركة وخسرت أراضي في خاركيف وخيرسون.

وبينما أعلن مسؤولون روس الشهر الماضي "التعبئة الجزئية"، حذر مراقبون من أن ذلك قد يستمر بعد خروج المجندين من التجنيد السنوي بالخريف في روسيا.