+A
A-

مستشار وزارة الخارجية الأميركية ديريك شوليت: آفاق إحياء النووي الإيراني مسدودة

قال مستشار وزارة الخارجية الأميركية ديريك شوليت إن العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية ودول المنطقة تتعدى الشراكة العسكرية إلى الشراكة الاقتصاديــــــة والدبلوماسيـــــــــــــــــــة والاجتماعية. جاء ذلك خلال لقاء المائدة المستديرة الذي عقد أمس وجمع مستشار الخارجية الأميركية مع الصحافيين. 
وأكد المستشار شوليت على عدم وجود أي تقدم في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني والمعروفة بخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، وبيّن أن إيران بمطالبها المتزايدة تمنع التوصل لأي اتفاق. 
وأضاف أن “تسليح إيران لوكلائها، ومساعيها للتدخل في شؤون دول المنطقة يمثل تهديداً مستمراً لأميركا وحلفائها”، واستدرك: “سنعمل مع شركائنا لصد أي خطوات إيرانية من شأنها أن تلحق الضرر بمصالحنا المشتركة، وهذا هو جوهر وجود الولايات المتحدة في المنطقة”.  
وندد بتزويد إيران لروسيا بالأسلحة التي تستخدم في الحرب ضد أوكرانيا حيث قال: “نعلم أن روسيا مهتمة بالحصول على الصواريخ والمسيرات الإيرانية، وهو أمر يدعو للقلق، لكننا سنواصل عرقلة هذه العلاقة الإيرانية الروسية، وقد اتخذنا خطوات فعلية في هذا الشأن عن طريق فرض عقوبات على بعض الكيانات لضمان قطع الطريق على من يزود روسيا بالأسلحة.
وبيّن أن هدف الولايات المتحدة يتمثل بإنهاء الحرب في أوكرانيا، ولفت قائلاً: “لقد بدأت روسيا الحرب، واحتلت الأراضي الأوكرانية، ولم يكن الدافع استفزازياً كما يزعم الروس، إن نية الإطاحة بالحكومة الأوكرانية كانت واضحة لدى روسيا، ونحن سنعمل على ضمان قدرة أوكرانيا على حماية نفسها، وحماية سيادة أراضيها واستقلاليتها.
وأوضح “إن روسيا لم تستطع الانتصار عسكرياً في هذه المعركة، لذا هي تسعى لمحاولة الانتصار عن طريق إغراق أوكرانيا في الظلام”، مستدلاً بالهجمات الروسية اليومية على مرافق الكهرباء والتي تعتبر “مرافق مدنية وليست عسكرية” وأضاف: “رغم أن الولايات المتحدة لم تتدخل عسكرياً في أوكرانيا إلا أنها وفرت مساعدات أمنية تقدر بـ 20 مليار دولار أميركي تقريباً، وإذا جمعت هذه المساعدات مع ما قدمه الحلفاء فإن قيمتها تقدر بأكثر من 40 مليار دولار أميركي”.
على صعيد آخر، أوضح مستشار الخارجية الأميركية أن التغيرات الجيوسياسية تؤثر على شكل وجود الولايات المتحدة في المنطقة حيث قال: “إن شكل وعدد القوات الأميركية الذي كان في المنطقة أيام الحرب في العراق يختلف بلا شك عن اليوم”، وأضاف مؤكداً: “نحن عازمون على الحفاظ على وجودنا في المنطقة، وعازمون على مساعدة حلفائنا في مواجهة التهديدات المشتركة، وهو أمر يجري على نحو مستمر”. 
وعن طموح الصين في المنطقة قال: “الصين لا تملك الاهتمام ولا القدرة على بناء علاقات أمنية قوية كالتي بنتها أميركا مع حلفائها في الخليج والعالم”.
 وأضاف: “الولايات المتحدة لا تسعى لاحتواء الصين، ولا لإقامة حرب باردة جديدة بأي شكل من الأشكال، نحن لدينا مخاوف من بعض سلوكيات الصين في المنطقة والعالم، وفي تقييمنا نرى أن الصين تهدف لمحاولة تغيير النظام العالمي على نحو يرعى المصالح الصينية دون مصالح دول المنطقة”.
 ونفى أي مسعى لأميركا في تخيير دول المنطقة بين العلاقة معها أو مع الصين، ولخص مستشار الخارجية الأميركية علاقة بلاده مع الصين بوصفها “علاقة مركبة ومتعلقة بعوامل تنافسية عميقة ومتعددة”، مؤكداً أن “أميركا لا تخشى المنافسة، فهناك ملفات نختلف حولها، وهناك ملفات نأمل أن نتعاون فيها كملف التغير المناخي”.
وأشاد المستشار شوليت باللقاء الذي جمعه مع مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي سمو اللواء الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ووزير الخارجية عبداللطيف الزياني وعدد آخر من المسؤولين للتباحث بشأن القضايا المشتركة في المنطقة.
وثمن شوليت إقامة المؤتمرات كحوار المنامة 18 والتي من شأنها توطيد العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية ومملكة البحرين.