إن تتجلى العديد من المرتكزات التي تتعلق بمكانة المرأة البحرينية ودورها وإنجازاتها في هذا الحوار مع رئيس قطاع الموارد البشرية بشركة “stc” البحرين سارة خنجي، فهي تمتلك رؤيتها بشأن يوم المرأة البحرينية في إبراز مساهمتها في مسيرة التنمية الوطنية، ذلك لأن إسهامات المرأة البحرينية لا تقتصر على صعيد المجتمع فحسب، وإنما على صعيد النشاط الاقتصادي بصفتها شريكًا فاعلًا في القوى العاملة.
وتحتفل مملكة البحرين بهذه المناسبة الوطنية سنويًا تقديرًا وعرفانًا لعطاء المرأة في مختلف القطاعات والمجالات. ويكتسب هذا اليوم أهمية متزايدة عامًا تلو الآخر، لما نشهده من إنجازات بارزة على يد المرأة البحرينية تضاف إلى رصيدها الزاخر، وانخراطها بعزم في مجالات جديدة على نحو يخدم مسيرة التنمية الوطنية، ويحظى هذا اليوم بأهمية بالغة تتويجًا لإسهاماتها الجليلة على نطاق أسرتها ومجتمعها، والمملكة ككل. إننا نؤمن بأهمية تسليط الضوء على إنجازات المرأة البحرينية لنعرب عن دعمنا ومساندتنا لجميع النساء، إذ نؤمن أنه بتفانيهن سيحققن طموحاتهن، بل ويتجاوزن حدود التوقعات. 
جلالة العاهل المعظم حفظه الله ورعاه يعبر دومًا عن اعتزازه بإنجازات المرأة البحرينية في مختلف المجالات الاجتماعية والتنموية للمساهمة الفعَّالة والمثمرة في النهضة المباركة لمملكة البحرين وشعبها الوفي، لتحقيق المزيد من الإنجازات الوطنية.. كيف تقرأون رؤى جلالته على صعيد تلبية احتياجات المرأة على مختلف المستويات؟
لطالما حظيت المرأة البحرينية بالدعم اللامحدود على النحو الذي يمكنها من تعزيز مسيرة نجاحها وتفوقها، أيًّا كان الموقع الذي تتبوأه، سواء أكانت أمًا أو رئيسًا تنفيذيًا أو موظفة أو حتى ربة منزل.
ويغمرنا الفخر أن نشارك في هذه المناسبة الوطنية تكريمًا للمرأة البحرينية، وتعبيرًا عن خالص تقديرنا لتفانيها وعزيمتها وشغفها المتواصل لتعزيز تطلعاتها الريادية، وكذلك نثمن دور المرأة البحرينية في مختلف القطاعات، إذ إن لها دورًا ملموسًا في مجالات عديدة، من ضمنها التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات، الصحة، التعليم وغيرها.
وفق ذلك، بوسعنا القول إن المرأة البحرينية قطعت أشواطًا كبيرة في الماضي، وها هي تمضي قدمًا نحو تحقيق مزيد من المكتسبات.
كانت لكم تجربة في تنظيم جلسة حوارية بعنوان “دور المرأة البحرينية في مجال الابتكار والتحول الرقمي”، ما أبرز التوصيات لاسيما في إيجاد توازن مستدام بين الجنسين في شتى القطاعات؟
للمرأة البحرينية دور رائد في مجال توظيف أحدث التقنيات التكنولوجية على صعيد المملكة، ما يضع البحرين في طليعة الابتكار التكنولوجي إقليميًا، وكذلك شهدنا ارتفاعًا في أعداد النساء الملتحقات بتخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، والمتعلمات للترميز في سن مبكرة، والمتفوقات في مواد (STEM).
علاوة على ذلك، ثمة عدد كبير من رائدات الأعمال البحرينيات ممن انطلقن في تأسيس مشاريعهن، إذ تشكل المرأة واحدًا من أصل خمسة من مؤسسي الشركات الناشئة في البحرين، وما يقرب من ثلث القوى العاملة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات.
وتُعزى المشاركة العالية للمرأة في هذا المجال إلى ما تهيئه المملكة من بيئة داعمة تشجع المرأة وتمكنها من إحداث فارق في مختلف المجالات، كما حرصت المملكة على توفير فرص متكافئة لكل من الجنسين، الأمر الذي دفع العديد من النساء إلى اقتحام العديد من الميادين التي كانت في السابق حكرًا على الرجال. وحظيت المرأة بما يلزم من دعم لتحقيق أهدافها والارتقاء بمكانتها وتعزيز ريادتها في شتى المجالات.
كيف تسير خطة الشركة على مستوى تكافؤ الفرص ودمج احتياجات المرأة؟
إننا في “stc” البحرين نفخر بكوننا في طليعة المساندين للمرأة البحرينية، إذ إن الفرص لدينا متاحة على أساس الكفاءة والمساواة بين الجنسين، بل ونعتز بموظفاتنا وقائداتنا المتميزات اللاتي يجتهدن ليرتقين بمجالات عملهن، ونسعى لوضع إطار متين للابتكار وزيادة الإنتاجية، ووضع خارطة طريق للتنمية الاقتصادية بالمملكة تماشيًا مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030. كذلك فإن مسيرة التحول الرقمي بالمملكة تتطلب إشراك المرأة لكونها عنصرًا فاعلًا في تطبيق التطورات التكنولوجية، وذلك وفقًا للمعايير الدولية.  كما أننا حرصنا على خلق بيئة عمل متوازنة لموظفاتنا تراعي وتساند مسؤولياتهن الأخرى تجاه الأسرة والمجتمع، عبر وضع مجموعة من الإجراءات الإدارية والمزايا الخاصة بالمرأة والتي تتضمن على سبيل المثال لا الحصر، إجازة وضع ممتدة، ساعات رعاية إضافية، إمكانية العمل من المنزل، فحوصات طبية سنوية تخدم صحة المرأة.  وإننا نؤمن بدور المرأة الريادي في مسيرة التحول الرقمي، وتمكينها في مختلف القطاعات. وعليه، فقد وضعنا في “stc” البحرين استراتيجية واضحة للارتقاء بالمواهب النسائية وجذبها، ومواصلة تنمية قدراتهن الفنية والمهنية بما يخدم رحلة التحول الرقمي بالمملكة.