حزمت أمتعتي واتجهت إلى مطار الرياض، ومنه إلى مطار العلا، وقررت أن أستمتع بقطعة خلابة أقل ما يمكن أن توصف بها هذه المدينة الجميلة الرائعة التي حباها المولى بأجمل تكوين تراه العين، جبال مختلف ألوانها ونخل ووديان وجو خلاب تقل فيه نسبة التلوث، وقد سادني الصمت لفترة منذ أن حطت قدماي مطار العلا إلى أن وصلت محل إقامتي الذي بدوره وكما بقية الأماكن السياحية في العلا لا يخلو من الإبهار والتميز.
كانت الرحلة سريعة لكنني استطعت أن أزور عددا من أهم الأماكن السياحية وأن أقف على شواهد حضارة الانباط وأن استشف قوة الحضارة وساكنيها من خلال الكتابات والنقوش والمقابر التي نحتت وسط الجبال، والأدهى اللمسات الجمالية التي أحاطت بكل ذلك في منظر تندهش له الأعين.
اللافت جدا في تلك الرحلة بنات العلا، كم شعرت بفخر وسعادة وعز وأنا أرى فتيات متعلمات ولبقات ومحتشمات يتحدثن بلغات عدة ويستقبلن الأفواج السياحية ببشاشة ورحابة صدر وضيافة لا مثيل لها ومثابرة مطلقة على الاهتمام بالتفاصيل وكأنهن ولدن وخلقن لتمثيل بلدهن أفضل وأحسن تمثيل.
في البلدة القديمة ستتلمس الأصالة وطيبة أهل البلد وترحيبهم بالضيوف، وستعلم كم أنك محظوظ بتواجدك بالعلا، وفي المرايا ستعيش لحظات البذخ وألذ وأغلى الأطباق، وستسمع إلى أجمل المقطوعات الموسيقية المصاحبة لوجبات طعامك، ونصيحة محبة صادقة لا تذهب بعيدا والعلا على مقربة منك.

كاتبة وأكاديمية بحرينية