+A
A-

أسواق بريطانيا تستعد لأسوأ "أعياد ميلاد" منذ سنوات

تستعد أسواق بريطانيا لتسجيل أسوأ مبيعات منذ سنوات في موسم "أعياد الميلاد" ورأس السنة، وذلك في ظل أزمة التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة التي تشهدها البلاد، وبالتزامن مع تصاعد وتيرة القلق لدى الكثيرين من حالة عدم الاستقرار الاقتصادي المقبلة.

وتبين من أحدث البيانات الصادرة في لندن، والتي اطلعت عليها "العربية.نت" أن الإقبال على الأسواق في بريطانيا انخفض بنسبة 13.6% خلال نوفمبر الماضي، بتراجع 1.5 نقطة مئوية مقارنة بما كان عليه في أكتوبر، حيث يتجه المستهلكون أكثر فأكثر نحو الحد من إنفاقهم بسبب التكلفة الحادة لأزمة المعيشة.

ووفقاً لاتحاد التجزئة البريطاني (BRC)، يعد هذا أسوأ من متوسط الانخفاض خلال الثلاثة أشهر الماضية والبالغ 11.5%، وهو ما يُنبئ بمزيد من التراجع خلال موسم "عيد الميلاد" ورأس السنة الذي يُعتبر فترة التسوق الرئيسية من كل عام، بما يجعل أسواق بريطانيا تتجه لتسجيل أسوأ "عيد ميلاد" منذ سنوات من حيث المبيعات وإقبال المستهلكين، ويُستثنى من ذلك بطبيعة الحال فترة كورونا، أي خلال العامين الماضيين عندما تعطلت الأسواق بسبب الإغلاقات للحد من الوباء.

وكشفت البيانات، التي غطت الأسابيع الأربعة بين 30 أكتوبر و26 نوفمبر أن الإقبال على الأسواق في بريطانيا انخفض بنسبة 13.6% خلال الشهر، مقارنة بما كان عليه قبل الوباء في عام 2019.

وعانت متاجر التجزئة انخفاضاً بنسبة 4.2% خلال هذه الفترة بينما انخفض عدد مراكز التسوق بنسبة 23.2َ%.

وعلى أساس سنوي، ارتفع إجمالي الإقبال على الأسواق بنسبة 3.7%، وعلى المتاجر في الشوارع الرئيسية بنسبة 8%، وعلى مراكز التسوق بنسبة 7%.

وانخفض معدل الإقبال على الأسواق في مدينة برمنغهام بنسبة تصل إلى 19.4% على مدى الأسابيع الأربعة لتسجل أسواق هذه المدينة أسوأ أداء في بريطانيا خلال شهر واحد.

وقالت تقارير صحافية إن شهر نوفمبر جلب أيضاً عدداً كبيراً من الاضطرابات في عادات التسوق، مع إضرابات القطارات والبريد فضلاً عن الانشغال بكأس العالم.

وقالت هيلين ديكنسون، الرئيس التنفيذي لاتحاد التجزئة البريطاني: "لقد تعرضت حركة المرور إلى تعثر آخر حيث أدت أزمة تكلفة المعيشة إلى حرمان بعض المستهلكين من زيارة المتاجر في نوفمبر. واختار آخرون البقاء في منازلهم بسبب تشتت ضربات السكك الحديدية، أو اختاروا كأس العالم على زيارات التسوق".

وأضافت ديكنسون إن العديد من المدن الكبرى تضررت بشدة، حيث شهدت كل من برمنغهام وبريستول ومانشستر أكبر انخفاض في الإقبال على الأسواق منذ يناير الماضي.

ويواصل ارتفاع التضخم وانخفاض ثقة المستهلك إضعاف توقعات الإنفاق في الفترة التي تسبق عيد الميلاد. وعلى الرغم من أن تجار التجزئة يبذلون قصارى جهدهم لإبقاء الأسعار منخفضة قدر الإمكان لعملائهم، فإن المخاوف المالية تتفوق على الإنفاق بالنسبة للعديد من الأسر.