+A
A-

تخفيف قيود كوفيد في الصين.. رسالة من "آبل" لعبت دورا حاسما

أسهمت رسالة من مؤسس أكبر مصانع آيفون بالعالم في إقناع الحزب الشيوعي الصيني بتخفيف القيود الصارمة بشأن كوفيد-19، حسبما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال".

ووجه تيري غو، مؤسس مجموعة "فوكسكون" للتكنولوجيا التي تدير مصنعا عملاقا بمدينة تشنغتشو في الصين لتصنيع أجهزة آيفون ومنتجات آبل الأخرى، رسالة إلى القادة الصينيين يطلب منهم تخفيف قواعد "صفر كوفيد".

وحذر غو من أن الضوابط الصارمة لكوفيد ستهدد مكانة الصين المركزية في سلاسل التوريد، على حد قول مصادر تحدثوا للصحيفة الأميركية.

وجاءت رسالة غو منذ أكثر من شهر، حيث تعرض مصنع "فوكسكون" في مدينة تشنغتشو للاضطراب بسبب قيود كوفيد مما جعل شركة آبل تسرع من خططها لنقل خطوط إنتاجها لدول آسيوية أخرى.

والأربعاء، أعلنت الصين تخفيف قيودها الصارمة المرتبطة بجائحة كوفيد على مستوى البلاد بعدما ألحقت ضررا بثاني أكبر اقتصاد في العالم وأشعلت تظاهرات منددة بالحزب الشيوعي الحاكم.

وبموجب الإرشادات الجديدة التي أعلنتها لجنة الصحة الوطنية، سيتم خفض وتيرة ونطاق فحوص بي سي آر، والتي كثيرا ما اعتبرت شرطا مرهقا في تطبيق سياسة صفر-كوفيد.

وستقتصر إجراءات الإغلاق، وهي من الأسباب الرئيسية للغضب الشعبي، على نطاق صغير قدر الإمكان، ويُطلب من السلطات تحرير مناطق لا تسجل إصابات بعد خمسة أيام.

وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن مسؤولي الصحة والمستشارين الحكوميين الصينيين انتهزوا رسالة غو لتعزيز القضية بأن الحكومة بحاجة إلى تسريع جهودها لتخفيف ضوابط كوفيد-19 الصارمة. 

وقال مصدران إن اندلاع الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد بعد أسابيع من ذلك أعطى المستشارين السياسيين مزيدا من العوامل للضغط من أجل تخفيف الإجراءات.

سرعت شركة آبل الأميركية خططها لتحويل جزء من خطوط إنتاجها إلى خارج الصين، حسبما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن أشخاص مطلعين.

قال المسؤولون والمستشارون الذين يطالبون بإجراءات أكثر ليونة إن نهج عدم التسامح المطلق كان ناجحًا في حماية الصحة العامة، لكن متغير أوميكرون من فيروس كورونا يتطلب تغييرًا في التكتيكات. 

وجادل هؤلاء المسؤولون والمستشارون بأن أوميكرون أقل فتكا من بقية المتحورات، لكن طبيعتها شديدة العدوى ستؤدي إلى المزيد من الإغلاقات، في وقت كان السكان متعبون وتعطلت الأعمال التجارية، مما يهدد مكانة البلاد في مجال التصنيع وسلاسل التوريد.

وفي أواخر أكتوبر، منعت الحكومة الصينية العمال من مغادرة مصنع تشنغتشو التابع لشركة "فوكسكون"، مما دفع العديد من العمال إلى الفرار من المنشأة. 

وفي أواخر نوفمبر، تعرض مصنع تشنغتشو لاضطرابات في بسبب الاحتجاجات العنيفة المرتبطة بكوفيد.

ويعمل في المصنع ما يصل إلى 300 ألف عامل. وفي مرحلة سابقة، صنعت المنشأة التي يطلق عليها اسم "آيفون سيتي" وحدها حوالى 85 بالمئة من تشكيلة هواتف آيفون برو، وفقا لشركة أبحاث السوق "كاونتربوينت ريسيرتش".  

كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أفادت في وقت سابق بأن شركة آبل الأميركية سرعت خططها لتحويل جزء من خطوط إنتاجها إلى خارج الصين بسبب الاضطرابات في المصنع مما جعل تصنيع منتجات الشركة تتأثر.