+A
A-

خليل الهاشمي رحمه الله.. إيقاع نحتي يتسم بالقوة ووحدة المقاطع

لعل أول ما يلفت النظر في تجربة الفنان والنحات البحريني خليل الهاشمي الذي انتقل إلى رحمه الله تعالى بعد مسيرة حافلة من العطاء، مثابرته على خلق قاعدة يقوم عليها فن النحت، كما ان تجربته تعد واحدة من التجارب الأساسية التي يقوم عليها فن النحت المعاصر في البحرين ودول المنطقة.

عرفت الفنان الهاشمي رحمه الله منذ بداية التسعينات، واكتشفت انه لم يضيع موهبته بالبحث عن الأساليب الغربية او الغريبة، وإنما نجح في اختيار أسلوبه الأكثر قربا وتعبيرا عن محتوى شخصيته، فأعماله لم تكن تقليدية بل كان أسلوبه نتاج اتجاه واضح لديه ألا وهو البحث عن العمل المعبر، والقائم على أسس متينة تنتمي إلى قاعدة كلاسيكية تتمثل فيها مجمل اجتهادات الفنان الأسلوبية والفكرية على حد سواء.

كان رحمه الله يطرق أعماق الفكر، وأصبح من السهل ملاحظة الجدية في أعماله التي امتزجت بالقضايا الإنسانية والحياة الاجتماعية حتى أصبحت هذه المواضيع طابعا مميزا لأعماله، ويمكنني القول ان الفنان الهاشمي أسس قاعدة أساسية  لها خصوصيتها يمكن للأجيال القادمة ان تبدأ منها وتستفيد وتتوغل في فهم مراحلها.

تميز رحمه الله بإيقاع نحتي يتسم بالقوة ووحدة المقاطع والاحترافية في معالجة الكتلة النحتية خاصة في البرونز ، مع حاسة زخرفية تعطي التمثال تماسكه وقوته.

رحم الله الصديق الفنان خليل الهاشمي الذي تفتحت الأعين الفنية المثقفة على أعماله وأصبحت مادة أساسية بين أيديهم.