العدد 5171
الأحد 11 ديسمبر 2022
banner
أعيادنا الوطنية.. أيامنا الحلوة
الأحد 11 ديسمبر 2022

لم تطل حيرتي وأنا أحاول أن أختار من بين الجدير والأكثر جدارة حتى أكتب، حيث أعيادنا الوطنية على الأبواب، وحفل تخريج الفوج السابع عشر من طلبة الجامعة الأهلية قاب قوسين أو أدنى، وقمم الرياض الثلاث تكاد ترخي سدولها فوق أراضي الحرمين الشريفين.
أعيادنا الوطنية، هي “الوطني المجيد”، وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة مليكنا المعظم، هي الأيام الجميلة التي لم نعشها بعد، والأحلام البعيدة التي أصبحت أقرب من حبل الوريد، والطموحات التي لا حدود لها، لكنها ملء السمع والبصر، هكذا فكرت، وهكذا اخترت أعيادنا الوطنية، هو اليوم الذي يمر على مملكتنا الحبيبة وهي تنعم بالخير والنماء والأمن والأمان والازدهار، هي الأهازيج القلبية، والأناشيد الحماسية، والاحتفالات التي لم تفارق منطقة ولا قرية ولا شارع من شوارع أرض الخلود والمجد وعشق الحياة.
هي الأثر البعيد والواقع التليد، وهي أكثر من هذا وذاك، مشروع إصلاحي كبير، وطموح لا حدود له من قائد، وعمل دءوب من ولي عهده الأمين ورئيس مجلس وزرائه الراعي لرؤية 2030، هي حالة وطنية خالصة، وأمل جديد يتفتح مع كل 16 و17 ديسمبر، بل مع كل يوم من أيام عمرنا الجميل.
لقد تفتحت عيون الجيل الجديد منذ نحو 21 سنة والبلاد تستقبل حالة وطنية غير مسبوقة، اجتماعات في كل مكان، مناقشات وندوات في كل مجلس وكل منتدى، وكل مدينة، حراك اجتماعي لم يسبق له مثيل، وطن بكل أبنائه ولكل أبنائه، ومرت السنوات وها نحن اليوم ننعم بالرخاء والنماء والاستقرار، رغم الهجمة الشرسة التي أطاحت بدول شقيقة مجاورة، ورغم حالة الانقسام والتشرذم التي أصابت بعض المجتمعات والكيانات العربية في الصميم، ورغم ذلك التاريخ العريق الذي كان يحرس مستقبلها ويكتب بأحرف من نور ملامح تألقها وتطورها ونماءها.
تمكنت مملكة البحرين بفعل وعي وحكمة قادتها من أن ترأب الصدوع سريعًا، وأن تجلس بحكمة أهل الخبرة والمعرفة مع جميع الفئات والمنظومات المجتمعية المؤثرة، ووضع الجميع المشروع الإصلاحي الكبير لحضرة صاحب الجلالة مليكنا المعظم نصب أعينهم، وجعلوا منه دستورًا صالح لكل زمان على هذه الأرض الطيبة، لا فرق بين مواطن وآخر إلا بالعمل الدءوب والقدرة على العطاء، والمحافظة على أمن الوطن وسلامة أراضيه.
هذا هو القسم الذي لم يقتصر على مجرد وزير في وزارة، أو نائب تحت قبة برلمان، أو مسئول في دائرة حكومية أو شركة أو مؤسسة خاصة، لقد امتد المعنى والمرتجى ليشمل كل مواطن، ليلحق بكل دائرة، ويطرز كل مشروع.
وها نحن هذه الأيام نحتفي بأيامنا الوطنية لنعيد إحياء المشروع الوطني الكبير، لنستذكر مع أدق تفاصيله العبر والدروس، ونتذكر أيامنا التي نشأ هذا المشروع فيها، والظروف التي كانت تحيط به، بل والمتغيرات التي فرضت على كل من يعيش على هذه الجزيرة المشرقة تفكيرًا جديدًا، ومنهجًا سديدًا، وعلامة فارقة على طريق التحدي ومواجهة المفترقات بقلوب مؤمنة، وعقول متفتحة، وأيادٍ بيضاء.
نحن نعيش هذه الأيام الذكرى الملونة بالمستقبل، والأيام الخوالي، بالغد المشرق السعيد، والأحلام التي لم تتحقق وهي في سبيلها إلى التحقق والوفاء بالوعود.
إننا في هذه الأيام المباركة لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لقائدنا الملهم حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، وإلى ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظه الله ورعاه، وإلى أبناء شعب البحرين الطيبين، جعلها الله أعياد خير وبركة، وأيام نماء واستقرار وازدهار وأمان، إنه سميع مجيب، وكل عام والبحرين في عيد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .