تعد بطولة “الرجل الحديدي” من أكبر محركات الرياضة في البحرين، خصوصًا في ألعاب مثل الدراجة الهوائية، ما خلق انتشارا واسعا لها في مختلف قرى ومدن البحرين، وظهرت معه فرق تقوم بجولات على طول البحرين وعرضها، بعضها للمبتدئين وبعضها لمستويات متقدمة، وكل ذلك وفق جولات مجدولة طوال أيام الأسبوع، بل تصل بعض هذه الفرق بجولاتها إلى ٣٠٠ كيلومتر في اليوم الواحد، ولمدة ١٠ ساعات للمستويات المتقدمة، ويشارك في الجولات غالبية من البحرينيين وبعض الخليجيين في إجازاتهم الأسبوعية، إضافة إلى العاملين في البحرين من الأجانب.
 لقد خلقت هذه الفرق وكذلك اللاعبون الذين يعدون لسباق “الرجل الحديدي” حاجة لقطاعات خدمات وسلع، مثل محلات بيع الدراجات المتخصصة، وقطع الغيار، والملابس، ومراكز العلاج الطبيعي للاستشفاء والراحة، وغير ذلك، ما وفر الكثير من الوظائف التي كان للبحرينيين منها نصيب، حتى ان بعضهم ابتُعث لزيارة مصانع إنتاج الدراجات الحديثة والمتخصصة، وحضور دورات متخصصة في كل ما يتعلق بها من تركيب وصيانة وتصميم، حتى بات بإمكانك اليوم أن تزور محلًّا في البحرين وتصمم دراجتك التي تناسب احتياجك، ما جعل البحرين نقطة جذب تستقطب من يودون الحصول على هذا النوع المتقدم من الخدمات، إضافة إلى تحريك القطاع العقاري بتوفير مستأجرين دائمين، ما عزز السوق العقاري بشكل مباشر، كما أن المشاركين من دول الجوار يحتاجون لاستئجار غرف فندقية، ومن شأن ذلك أن يرفد القطاع الفندقي وينعشه، ولا ننسى هنا الحاجة النفسية والبدنية لممارسة الرياضة بشكل عام، فهي وسيلة لإزالة التوترات ورفع مستوى اللياقة البدنية، ما يعزز المناعة والصحة النفسية، ويقلل الأمراض، ويحد من انتشار الأمراض المزمنة التي تستنزف موازنات وزارة الصحة، ما يمكن من توجيه الجهود لمجالات التنمية المستدامة، فهي استثمار للشخص في نفسه وصحته، وهي استثمار للدولة في المواطنين والقطاعات المستفيدة من هذا الاستثمار.
الرياضة هنا بروح المقاتل الذي يتحمل المسؤولية حتى إكمال الطريق لو كانت الضغوطات كبيرة، كما قال المتنبي: “وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِبارًا تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ”.. خَلْق المواطن الذي يتخطى صعوبات الحياة هو ما تصنعه هذه الرياضة، فرغم كل التعب الشديد، والألم، وحديث نفسك الذي يتردد فيها: أنك لا تستطيع الإكمال ويجب أن تتوقف. لكنك تستمر وتقاوم للوصول إلى الهدف، هو روح هذه الرياضة وما يصنعه “الرجل الحديدي”... شكرًا لكل من وصل هذه المرحلة، وكان قدوة للجميع.