+A
A-

”السد“ في "القاهرة السينمائي" وتقديم القوة والضعف في نفس الوقت


عرض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الـ 44 مؤخرا، الفيلم السوداني "السد" للمخرج علي شيري، ضمن عروض المسابقة الدولية، وهو إنتاج مشترك بين السودان وعدة دول مثل ألمانيا وصربيا ولبنان وفرنسا وغيرها.
وشارك الفيلم شارك في الدورة الأخيرة بمهرجان كان السينمائي الدولي. وتدور أحداث الفيلم في السودان بالقرب من سد ”مروي“، حيث يعمل "ماهر" في مصنع طوب يعتمد على مياه نهر النيل انتفاضة الشعب السوداني.
”السد" هو الفيلم الأول للفنان البصري والمخرج علي شيري المولود في بيروت والمقيم في باريس، عبارة عن قصة رمزية، ولكن في بعض الأحيان، تكون الرمزية موحلة مثل العمل الشاق الذي يقوم به عامل البناء ماهر (ماهر الخير) في هذا السد، وحقق الممثل السوداني ماهر الخير جائزة أحسن ممثل ضمن المسابقة الدولية بالمهرجان، عن الفيلم، مناصفة مع الممثل محمود بكري عن فيلم "علَم".
السد هو فيلم مستقل، على الرغم من وصفه بأنه الجزء الثالث من ثلاثية ”الحفار والقلق“، وهما فيلمان قصيران تم بثهما في العديد من المهرجانات، وفي البداية يبدو الفيلم على الأرض أكثر تأكيدا وأكثر دراية. نرى الرجال الأفارقة يعملون بجد تحت أشعة الشمس الحارقة، ويتم قطع المناظر الطبيعية من خلال طريق ترابي طويل لا ينتهي متجاوزا الصخور الجميلة والآفاق المذهلة، العديد من الرجال يكدحون بعيدا، تدور الكاميرا بين الأجسام والطوب، وكأنها تندمج في صورة واحدة. يوضح الفيلم بالتفصيل كيفية صنع الطوب الطيني، وكيف هو جهد جماعي هائل، وتتحرك الشمس من الشرق إلى الغرب في نهاية يوم العمل ويختتم باستحمام الرجال في الماء.
في هذه اللحظة تتحدث التقارير الإخبارية في الإذاعة عن ثورات واحتجاجات على قيادة عمر البشير، الذي أطيح به من السلطة في انقلاب عسكري في العام 2019، يوضح الفيلم كيف يتسبب عمل الإنسان في استجابة الطبيعة، ومع انتهاء الاحتجاج، يبدو أن كل ما يدور حول ”ماهر“ يتغير ويشجعه على أخذ مصيره بين يديه والهروب من السد الذي هو يعيش فيه، السد الذي يمثل قوته وضعفه في نفس الوقت.
أخرج الفيلم المخرج اللبناني علي شيري الذي يقيم في باريس، وهو أيضا فنان تشكيلي حاصل على بكالوريوس تصميم الجرافيك من الجامعة الأميركية في بيروت وعلى ماجستير في الفنون المسرحية من أكاديمية المسرح والرقص في أمستردام، وحاصل كذلك على زمالة روبرت إي فولتون من جامعة هارفارد في العام 2016. شارك شيري في عدد كبير من المعارض وحصل مؤخرًا على الأسد الفضي لبينالي البندقية التاسع والخمسين، وعرضت أفلامه في مهرجانات دولية عديدة.
أنتجت الفيلم شركة الإنتاج الفرنسية كينو اليكترون، والتي سبق لإنتاجاتها الحضور في مهرجانات سينمائية مثل كان وبرلين والبندقية ولوكارنو وتورنتو. ​