فُطر الإنسان على حُب وطنه، وإلى الوطن ينتمي الناس، فالوطن جزء من روح الإنسان وكيانه، فالمواطن الحقيقي والصالح يسكن في قلبه حُب الوطن، فيُساهم ببنائه وتشييده، ويُحافظ عليه ويذود عنه ويحميه من كُل معتدٍ أثيم، وما يهم الإنسان الصالح إلا أن يكون وطنه بخير وشعبه بعافية، وأن يكون بعيدًا عن الحروب والفتن والأوبئة، ويفديه بروحه دون تردد، وأن يسمو هذا الوطن فوق جميع البلدان شامخًا.
فيوم 16 ديسمبر ليس يومًا واحدًا، بل كُل أيام العام، فيفرح المواطنون بيوم بلادهم الوطني، وفي جميع أيام السنة يعملون على بناء وطنهم كُلٌ حسب مهنته ومعرفته وخبرته وقدراته، يؤدون واجباتهم نحوه، يدافعون عن قضاياه، ويحمون ممتلكاته. إن خدمة الوطن من المهمات النبيلة ويجب أن يشترك بها المواطنون جميعًا دون استثناء، وعلينا جميعًا مؤسسات وأفرادا أن نغرس حُب البحرين والانتماء إليها في قلوبنا وقلوب أبنائنا، وأن تتحمل الأسر والمؤسسات التربوية والإعلامية والثقافية ومؤسسات المجتمع هذه المهمة بكل فخرٍ وجلاء كجزء لا يتجزأ من واجبها الوطني. فأبناء الوطن دعامة البحرين وأساس حضارتها ومصدر طاقتها المتجددة الدائمة والمستدامة، فمن واجب الدولة ومؤسساتها ومؤسسات المجتمع المدني أن تعمل على بناء جيل متطور متعلم ناهض ناجح ومتقدم، وعلى هذا الجيل أن يُقدم ما استطاع لبناء بلاده عملًا وتطوعًا، واستثمار الطاقات العلمية والمعرفية والمجتمعية بما يعود على بلادهم بالخير والنماء.
لقد حث الدين الإسلامي على حُب الوطن وحمايته والدفاع عنه وعدم تركه في أيدي الآخرين، فبناء الوطن وإعماره من واجب مواطنيه الذين لهم الحق الأول والأوفر في ثرواته، هؤلاء الذين لن يخذلوا وطنهم أبدًا لأنهم جزء لا يتجزأ منه. كل عام والبحرين وقيادتها وشعبها الكريم بألف خير.
كاتب وتربوي بحريني