يحظى يوم الشهيد بعناية خاصة ورعاية قصوى من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وتجسد المكانة العالية لشهداء الوطن في قلب جلالته ولدى جميع أبناء المجتمع البحريني، وحرص جلالته برؤيته الإنسانية الحكيمة أن يجعل الاحتفاء بهذا اليوم مقرونًا بأعيادنا الوطنية المجيدة وذكرى تولي جلالته مقاليد الحكم، وأن يشملهم وأسرهم برعايته ومبادراته الإنسانية الرفيعة، لتظل الذكرى العطرة لهؤلاء الشهداء خالدة باقية، ويظل الوفاء لهم دائمًا وأبدًا كجزء يسير مما يستحقه هؤلاء البررة من شكر وعرفان لما بذلوه من تضحيات وما قدموه من عطاء منذ قيام الدولة في عهد المؤسس الأول أحمد الفاتح رحمه الله، لتظل راية المملكة خفاقة، فاستحقوا أن يكونوا نموذجًا للولاء والعطاء بعد أن سطروا أروع ملاحم الفداء والتضحية داخل حدود الوطن وخارجه وفي كل المجالات، ولتستلهم منهم الأجيال القادمة قيم البذل والعطاء.
لقد بات يوم السابع عشر من شهر ديسمبر من كل عام جزءًا مهمًا في تاريخنا الوطني وذكرى تبعث على كل الفخر والاعتزاز بالدور النبيل للذين استشهدوا داخل الوطن وخارجه، ودفاعًا عن أمنه وسيادته وعونًا لأشقائنا وذودًا عن حياض أمتنا ودفاعًا عن قيمنا وثوابتنا الدينية والوطنية، فكتبوا بدمائهم الزكية صفحات مضيئة وبطولات وأمجاد خالدة.
وإذا كنا نقف على أعتاب مرحلة عمل وطني جديدة نستبشر بمعطياتها وبما تحقق خلال الفترة الماضية من إنجازات في شتى المجالات وما أظهرته المملكة من قوة وصلابة في وجه مختلف التحديات، وما تحظى به من مكانة حضارية عالمية وما لها من علاقات خارجية قوية، فعلينا ألا ننسى دور هؤلاء الشهداء فيما تنعم به مملكتنا من أمن وأمان هو الركيزة الكبرى لكل ما يتحقق.
فمملكة البحرين بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، قد أرست تجربة تنموية متميزة تقوم على التكامل والتنمية والأمن، وما يحظى به الشهداء من منزلة سامية في قلوب الجميع لهو نابع من الإيمان بأن الأمن كان وسيظل هو المحرك الأهم لازدهار الأمم ورخاء الأوطان، وأنه طالما شعر الإنسان بالأمن وعاش في أمان فإنه سينطلق في ساحات الإبداع والعطاء، ولهذا سيبقى هؤلاء الشهداء منارات في دروب الأمن والتنمية والسلام.
فتحيَّة واجبة إلى شهدائنا من القوات المسلحة والشرطة وممن وهبوا أنفسهم وضحَّوا بأرواحهم دفاعًا عن أمن واستقرار وطنهم، ولا يفوتنا في هذا اليوم الذي نجتمع فيه مستذكرين بكل فخر تضحياتهم أن نرفع أكف الضراعة إلى المولى عز وجل، سائلين الله تعالى لهم الرحمة والمغفرة، ودخول أعلى الجنان.