العدد 5178
الأحد 18 ديسمبر 2022
banner
عرس لا ينقصه الحب!
الأحد 18 ديسمبر 2022

كانت ليلة لا تُنسى تلك التي تم خلالها ليلة الخميس الماضي الاحتفاء بتخريج الفوج السابع عشر من حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
لم يكن عرسًا لا ينقصه الحب، ولم تكن لحظة وداع إلى الأبد، لكنه طقس سنوي للجامعة الأهلية آلينا على أنفسنا أن يخرج بتلك الصورة الذهنية التي لا تخطئها عين، ولا تخلو منها بصيرة.
لقد كانت ليلة الرابع عشر من ديسمبر 2022 مكتظة بالنجوم، الخريجين والخريجات، أولياء أمورهم وذويهم، مجلس إدارة الجامعة ومجلس أمنائها والهيئتين الأكاديمية والإدارية، هذا اللفيف المؤمن بالتعليم الجامعي الخاص من النواب والشوريين والسفراء والأكاديميين ورجال المال والأعمال تتقدمهم تلك السيدة التي يشهد فيها التعليم العالي أزهى أيامه وأبهى إنجازاته وأروع سجالاته الأمين العام لمجلس التعليم العالي نائب رئيس مجلس أمناء المجلس الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة، بالإضافة إلى ضيوفنا الكرام من المملكة العربية السعودية الشقيقة ومختلف دول المنطقة، 431 حاملاً لمشاعل النور كانوا بمثابة الباقة التي تعطر بها الحفل البهيج، والوسام الذي تكحلت به عيوننا في ليلة لا تُنسى.
و.. كان ذلك التزامن المهيب بين هذه التظاهرة العلمية واحتفالات مملكتنا الحبيبة بالعيد الوطني المجيد وذكرى جلوس مليكنا المعظم حفظه الله ورعاه، ويوم الشرطة البحرينية، كل ذلك التقى على مائدة العرس الكرنفالي البهيج، الذي مهما قلت، ومهما تذكرت، ومهما حكيت لأبنائنا وأحفادنا فإننا لا يمكن أن نعبر عن تلك السعادة التي جمعتنا، وتلك اللحظة التي تمادينا فيها ناسين أن للزمن حساباته، ومتناسين أن لحظة “إلى اللقاء” لابد لها وأن تفرض كلمتها ونحن نسلم شهادات التخرج لهذه الكوكبة المفرحة من الخريجين والخريجات.
وهنا لابد من كلمة، ليس من أجل الترحيب، أو الثناء، وليس لأننا حققنا الاعتراف باعتمادنا الأكاديمي في الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية فحسب، إنما لأننا ننظر إلى البعيد، إلى الاعتمادية في دولة الكويت، وإلى الاعتمادية في مختلف دول المنطقة، خاصة وأن الدول المتقدمة قد اعتمدتنا، وأن الجامعات المرموقة والعريقة قد شاركتنا، “برونيل وجورج واشنطن” وغيرهما، ولأن القادم بإذن الله تعالى سوف يكون أعظم وأكبر وأكثر تلاحمًا مع طموح مملكة تعيش على الفكر الرصين، والإبداع المهيمن، والإنجاز العلمي الرفيع، هي مملكة تخطب ود أبنائها وتفرح بهم، وتدعمهم من أجل صون أيامهم، وحماية طموحاتهم.
وها نحن اليوم وبعد قدر يسير من الزمن نكتب عن ليلة مضت، لكنها لم تكن ككل الليالي، وعن فوج آخر ذهب بعناية إلى سوق العمل، لكنه سوف ينقل كل ما تعلمه في جامعته الأهلية من معارف وتقنيات وعلوم إلى كل محفل وكل مجال، هو بكل تأكيد سفير المعجزات في عصر اختفت فيه المعجزات، وهو على المحك طالما أن جامعته الأهلية تتابعه أينما كان، وتسأل عنه بعد أن يكون قد وصل إلى ما يصبو إليه، وتشد على أيديه كلما لجأ إلى جامعته مستوحيًا منها النصيحة، ومشتاقًا إلى أيامه الخوالي معها.
أكبر نعمة من عند الله جل وعلا هي تلك التي يمنحنا إياها ونحن مازلنا قادرين على العطاء، ومازلنا مُصرين على خدمة هذا الوطن، ورد الجميل إليه، وهل هناك أروع وأبدع من تربية وتعليم، من تخريج أجيال واعية صاعدة فاهمة لحقائق هذا الكون الفسيح ومفسرة لغموضه المستحب؟ 
إنها ليلة لا تُنسى، في أيام لا تنسى، وكل عام وأنتم بخير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .