العدد 5178
الأحد 18 ديسمبر 2022
banner
إعدام محسن شكاري علامة على يأس خامنئي من استمرار الانتفاضة
الأحد 18 ديسمبر 2022

فجر الخميس 8 ديسمبر وبأمر من خامنئي، تم إعدام شاب يبلغ من العمر 23 عامًا يُدعى محسن شكاري، اعتقلته القوات القمعية في انتفاضة أهالي طهران في شارع ستار خان غرب طهران في 25 سبتمبر، وأغرقت أنباء إعدام هذا الشاب العالم في الدهشة والصدمة، حتى أصبحت الأخبار و”هاشتاجاتها” توجهاً عالمياً خلال ساعات قليلة بتكرارها 1.5 مليون مرة، وبحسب القضية التي رفعها قضاء خامنئي ضد الشاب المنتفض، فقد ورد أنه متهم بقطع الشارع بـ “خنجر” بيده وتهديد الناس للانضمام إليه وهذا مثال على “ترهيب الناس”، لكن قضاء خامنئي لا يرد على هذا التناقض الجوهري مع هذا الاتهام الباطل بأنه من الممكن إجبار الناس على الانتفاض والاحتجاج لمدة 83 يومًا بتهديدهم؟
إذا كان هذا هو الحال، فكيف يمكن أن ينتفض الناس في جميع أنحاء إيران، من خاش وسراوان وزاهدان في شرق إيران إلى بيرانشهر وبوكان ومهاباد في غرب إيران، ويطالبون بإسقاط النظام؟ لماذا الإعدام ولماذا نُفذ فجر يوم الانتفاضة الـ 84؟ خلال 83 يومًا من الانتفاضة، ظهر خامنئي تحت ذرائع مختلفة وتحدث عن انتهاء الاحتجاجات والانتفاضة الوطنية ومطالبة الشعب بإسقاط النظام، ووصف خامنئي الاحتجاجات التي عمّت أرجاء البلاد بأنها “تشويش لحفنة مخدوعة وغافلة ومرتزقة وذات صلة بالخارج”.
بالطبع يتضح لكل من تابع أخبار الانتفاضة الإيرانية أن الجمهور الذي تم جلبه لسماع خطب خامنئي هم الباسيج والقوى القمعية التي أنهكتها الانتفاضة والقمع المستمر للشعب. وكان خامنئي ينوي إلهامهم بخطبه وشحنهم بالروح المعنوية. على سبيل المثال، في 26 نوفمبر عندما كان يتحدث إلى “الباسيج”، أخبرهم أن لدينا عدة ملايين من “الباسيج” الرسميين وعدة ملايين من “الباسيج” غير الرسميين. كانت كلمات خامنئي هذه انعكاساً لحقيقة أن الناس الذين سئموا القمع والديكتاتورية تدفقوا إلى الشوارع وطالبوا بالحرية وإسقاط نظام الملالي بأكمله. لقد فعل خامنئي كل ما في وسعه في اجتماعات خلف الكواليس واجتماعات مغلقة مع مسؤولي حكومته حتى يتمكن من قمع الانتفاضة بتكلفة أقل وإعادة الناس من شوارع إيران إلى منازلهم، لكن هذه الخطة فشلت. لذلك، استخدم تكتيك الـ 42 عامًا الماضية ونفذ أول إعدام بحق المعتقلين في الانتفاضة.

كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .