تعد اللغة العربية ركنا أساسيا من أركان التنوع الثقافي الإنساني، لغة تتميز بجمالها وتنوعها، وبكثرة انتشارها عالميًا، وهي لغة القرآن الكريم (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، وهي لغة الشعائر الدينية الإسلامية وعدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية، وتميزت بعالم زاخر من التنوع والأشكال والصور، وبأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، وبخطوطها الجميلة وفنونها النثرية والشعرية، وهي لغة السياسة والأدب والعِلم والمعرفة.
وتحتفل الأمم المتحدة بيوم اللغة العربية في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، ففي هذا اليوم من 1973م أصدرت الأمم المتحدة قرارها بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية بالأمم المتحدة، وموضوع الاحتفال لعام 2022م “مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية”، وذلك لدور اللغة العربية ومساهمتها الدائمة في إثراء التنوع الثقافي واللغوي للإنسانية، وتعتبر اللغة العربية “من الدين، ومعرفتها واجب لتعلم الدين”، فقراءة القرآن الكريم وفهمه والسنة النبوية لا تتم إلا بفهم اللغة العربية، بهذه اللغة تقام الصلوات ويُقرأ القرآن، ففيها من الجمال والإبداع ما يجعلها بحرًا من البيان والبلاغة، وقد أشاد العديد من الشعراء بأهميتها، وذلك لمكانتها في قلوب أبناء الأمة العربية الذين يفخرون بالانتماء إليها. 
إن تعلم اللغة العربية من أهم العوامل التي تحميها من الاندثار، فقد ترجمت هذه اللغة كُتب الحضارات القديمة، وأنقذت العالم مما كان يُعانيه من الجهل والتخلف، ومازالت حتى اليوم تحافظ على مصطلحاتها وتاريخها وحروفها، ولابد من الاهتمام بها والعناية بمؤلفاتها وطرق تدريسها، والحرص على استعمالها في حياتنا وعلومنا، لأنها لغة مُستدامة وقادرة على استيعاب التطورات ومواكبة كُل ما هو حديث، وعلى جميع من يَستخدم وسائل التواصل الاجتماعي استعمال اللغة العربية الصحيحة في الكتابة بدلا من اللهجة العامية. تعاني لغتنا العربية من الإهمال تحدثا وكتابة ولفظا من جيل اليوم، وبات من الضروري نشر الوعي بتعليمها تعليمًا جيدًا وبقواعد وطريقة كتابتها ولفظ حروفها، وبتمكين اللغة الفصحى في المجتمع وتحصينها من اللغات الأخرى، لأن اللغة العربية هويتنا وأساس التعلم والوعاء الحضاري للأمة العربية.

كاتب وتربوي بحريني