من الجلي أن الروح العملية الصحيحة تقضي على النائب الذي للتو جلس على الكرسي بأن يترك “الشو” في وسائل التواصل الاجتماعي ومختلف المنصات الإعلامية، ويركز على عمله الوطني والمهمات الموكلة إليه في خدمة المواطن ومهماته واختصاصاته، فقد لوحظ في الآونة الأخيرة وقبل بدء المجلس النيابي أعماله نشاط عدد من النواب في وسائل التواصل الاجتماعي، عن طريق نظرية حركية معروفة وموضوعات ترتبط أجزاؤها بحب الظهور بكل المعطيات والبحث عن الثناء والإطراء، ومعنى هذا كله في نظر المواطن خروج عن الأهداف التي رسمها النائب لنفسه.
لا أحد ينكر الأشعة الساطعة لوسائل التواصل الاجتماعي، وأهميتها في حياتنا اليوم، لكن يفترض من النائب أن لا يغمض عينه عن مهمته وطابعها الخاص، ويجلس كنجوم السينما أمام الكاميرات لتصويره من عدة زوايا ثم يقوم بنشر الصور في حسابه لا لشيء، إلا للالتفات إليه كونه يضفي على نفسه اتساقاً وانسجاماً، حتى أن أحدهم أصبح يوثق يومياته بجانبها السلبي والإيجابي في وسائل التواصل الاجتماعي، معتقداً أنها – أي وسائل التواصل الاجتماعي - فرس سوف يركبه ليخترق به لهيب النار، وآخر أعاد لنا نسخة من واقع نائب سابق حيث السمع النائم والأذن المسترخية والرشاقة في فن “الشو” والطلاء السطحي.
في رأيي قبل التفاؤل أو التشاؤم أن نتساءل أولاً... لماذا يظل البعض بلا حراك في الواقع، لكنه ينشط في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا الأمر لا يحتاج إلى الاستكشاف والتدقيق والاختيار... لماذا ينبهر بعض النواب ببريق وسائل التواصل الاجتماعي وبكل القواعد والأطر وهم لم يفعلوا شيئاً بعد للمواطن. 
نتمنى ألا يتحول بعض هؤلاء النواب إلى غذاء دسم للانتقادات وشكوى موصولة بالصراخ من قبل المواطنين بسبب منهجية لغة “الشو” والمظاهر وخباياها إن صح التعبير، فانتبهوا قبل أن تشتد المعركة وتحمى.
* كاتب بحريني