انتهت الانتخابات، وأسدل الستار عليها، وتشكل البرلمان الذي سيدوم أربع سنوات، وبدأ البرلمان أعماله، وبدأت أجندات النواب تعمل، مع أمل بأن تكون قادرة على تحقيق ما وعدت به، وكم نتمنى أن تكون تلك الأجندات على سلم أولويات الوطن وشعبه الذي ينتظر ما سيأتي به البرلمان السادس في تحقيق تطلعات وأماني أهل البحرين المعيشية والاجتماعية والاقتصادية، وجل ما يتمناه أهل البحرين أن يكون النواب مقدرين لأصوات ناخبيهم، وأن يكونوا نوابًا نموذجيين وقدوة في حُب البحرين والالتقاء بأهلها، وأن يبذلوا الجهد والعطاء ليكونوا عند ثقة ناخبيهم، فالعمل بصدقٍ وإخلاص وثيقة شرف وأمانة لعمل النائب في البرلمان.
إن التجارب السابقة علمتنا أن الكثير من النواب كانوا بعيدين عن أبناء دوائرهم، ولم يكونوا صادقين في وعودهم، وسادت بينهم وبين أبناء دوائرهم شبه قطيعة، فهم ينفرون من ناخبيهم تحت ذريعة كثرة الأعمال وجبال المسؤوليات البرلمانية؛ فهل يكون نواب 2022م أفضل من أولئك؟ هل سيستمعون إلى أبناء دوائرهم؟ هل سيتداولون معهم قضاياهم بشكل فاعل وأن يوصلوا آراءهم تحت قبة البرلمان بكل صراحة ووضوح وشفافية؟ وكيف سيتم ذلك إن لم يقم أبناء الدوائر بمتابعة أعمال نائب الدائرة ومحاسبته وتذكيره بوعوده وبرنامجه الانتخابي؟
إن التنمية السياسية تتطلب مد الجسور بين المجلس والمجتمع المدني، وإن لم يكن المجلس قادرًا على ذلك فهو يواجه تناقضًا مؤسسيًا مع وجوده وأهدافه، فقد كان المشهد الانتخابي مفرحًا للقلب.
إن رؤية الوطن وتقدمه ونهضته لا يُحققها نائب في البرلمان فقط، فيمكن لأي شخص أن يؤدي دورًا وطنيًا تجاه بلاده وشعبه وفي الكثير من المجالات التنموية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوقية.
* كاتب وتربوي بحريني