العدد 5184
السبت 24 ديسمبر 2022
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
المنتخب المغربي وراية الهوية العربية
السبت 24 ديسمبر 2022

كان صعود المنتخب المغربي العربي لدور الأربعة بكأس العالم لأول مرة بالتاريخ الرياضي العربي أعظم إنجاز رياضي يحققه فريق عربي بكأس العالم، حيث خرجت منتخبات عظيمة ومنتخبات كانت قد فازت سابقا بكأس العالم، لكن هذا الإنجاز العربي الكبير لمنتخب المغرب لا تقتصر آثاره على المجال الرياضي، بل تمتد أيضا وبشكل كبير إلى الجانب الاجتماعي العربي متمثلا بمفهوم الوحدة العربية والهوية العربية.
فالعالم العربي توحد خلف المنتخب المغربي العربي مؤمنا أنه لا يمثل المغرب فقط، بل يمثل الأمة العربية قاطبة، فالجماهير العربية الرياضية والمجتمع العربي من عمال وأطباء ومدرسين وإعلاميين ونساء وشباب وأطفال ومرضى كلهم توحدوا ووقفوا وقفة رجل واحد تشجيعا ودعاءً لمسيرة المنتخب المغربي منذ أول مباراة حتى مباراته مع المنتخب الفرنسي في نصف النهائي. تناسى العرب همومهم وآلامهم وما يعانونه من مصائب وحسرات وتوحدوا جميعا خلف المنتخب المغربي، تناسى السوري والليبي واللبناني واليمني والعراقي والصومالي كل دمار وفقر ووقفوا وراء هوية عربية وحدت العرب وهو المنتخب المغربي الذي سحب البساط من كل المؤسسات التي تدعي الحفاظ على الهوية العربية وتسويقها، بل إن ما حققه المنتخب المغربي العربي وتوحيده العالم العربي وبروز مفهوم الهوية العربية بعد كل انتصار مغربي على كل فريق يهزمه خلال شهر، فاق ما حققه الإعلام العربي للهوية العربية خلال أربعين عاما.
في المقابل هناك من شعر بعدم الرضا تجاه ما حققه المنتخب المغربي العربي، فأنقرة مثلا بعثت رسالة تهنئة متضمنة أنه “إنجاز أفريقي” بدلا من أنه إنجاز عربي، فليس من مصلحتها أي إنجاز عربي يجعل العرب يفتخرون بعروبتهم الإسلامية على حساب العثمانية الجديدة، كذلك الإخوان المسلمون ليس في صالحهم أي إنجاز عربي يجعل العرب متوحدين تجاه هذا الإنجاز، وهذا ما يفسر سياسة الإخوان في تسفيه ومحاربة أي رمز عربي، وتعظيم أي رمز شعوبي غير عربي. المهم أن المغرب حمل راية الهوية العربية، وننتظر رمزا عربيا آخر يرفع راية الهوية العربية فمن يكون صاحب هذا الشرف يا ترى؟.
* كاتب سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية