العدد 5185
الأحد 25 ديسمبر 2022
banner
كل عام وميلاد مجيد
الأحد 25 ديسمبر 2022

يحتفل العالم في الخامس والعشرين من ديسمبر بعيد الميلاد المجيد، وتبادل التهنئة بهذه المناسبة من الجوانب المشرقة في حياة الإنسان، فالمسيحُ “عليه السلام” نبي من أنبياء الله الواجب الإيمان بهم، والاحتفال بمولده يضفي نسمات نقية من السعادة على جميع الناس، والعيد فرصة كبيرة للتلاقي والتواصل الطيب بين الناس، ليرفل على المجتمعين نعيم السلام والصفاء الروحي، فهذا العيد بل وكل الأعياد تملأ قلب الإنسان بالغبطة والألفة، وتزيّن القلوب بالمحبة والمودة.
يتذكر الناس هذا الميلاد المجيد وما تعيشه أرض المسيح من أذى الاحتلال تجاه الأرض وشعبها، هذا الاحتلال مسح البهجة بممارساته في فلسطين وما تبقى من بيوتها وشعبها، يتذكر كبار السِن بفلسطين أيام الاحتفالات المجيدة بهذا العيد وهُم يحنون إلى بيوتهم المُغتصبة وأفراحهم المُكبلة، ويبحثون عن الحُب والسلام. يتجدد الميلاد في كُل عام، لكن روح الميلاد الحقيقية مفقودة، وعندما نسأل أهل فلسطين كيف تحتفلون الآن بعيد الميلاد يجيبون.. كيف يتسنى لنا القيام بالاحتفال بعد احتلال فلسطين، فأفراحنا مصحوبة دائمًا بالقلق والخوف. القُدس أيقونة التاريخ العربي المجيد وعاصمة العواصم العربية، قلوبنا تشتاق إليك كُل يوم، قلبها الجريح المُفعم بالحُب والحنان يُفتح لأهلها وأبناء أمتها في يوم عيد الميلاد المجيد وفي كل يوم، القُدس لا تتكرر مرتين لا الوقت يمحوها ولا الماء يفترسها، فأنتِ المدينة المقدسة التي خُلقتِ من زبدةِ التكوين، ففي أوقات الشدة والفرح تبقين وطنًا للتفاؤل والسلام، وفي الليالي المُظلمة تبقين يا قُدس النقية الطاهرة التقية المتلألئة وجودًا وإيمانًا، ورغم ما أدميت من الجراح فإنك في ليلة الميلاد ترشين الأرض ثلجًا ومحبة، وتبشرين بالحُب القادم مع ترانيم طفل المغارة منشدًا “المجد لله في العُلا وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة”.
إنها بشارة الفرح.. الفرح القادم، فرح أمة بوطنها وقُدسها، يوم الفرح يوم تزهو المدينة بنصرها بملحمات وطنية وقومية يُسطرها الشعب العربي بفدائهم لفلسطين وقُدسها وقدسيتها. وكُل عام وميلادٌ مجيد.

*كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية