براءة أب من الاعتداء على عرض ابنته وضرب زوجته
برأت المحكمة الكبرى الجنائية أبًا من تهمة الاعتداء على عرض ابنته وضرب زوجته حسب ما صرح به محامي الأب المدعى عليه محمد مدور. وأفاد محامي الأب بأن المحكمة قالت في حيثيات حكمها وهي بصدد تقدير أسانيد الاتهام التي قدمتها النيابة العامة تدليلاً على ارتكاب المتهم لتهمتي الاعتداء على عرض ابنته من خلال تحسس أماكن العفة بجسدها.
والاعتداء على سلامة جسم الأخيرة زوجته لا ترقى إلى اطمئنان المحكمة وثقتها، ولا ترقى إلى مرتبة الدليل المعتبر في الإدانة وذلك لما أحاط القضية من شكوك وريب جعلها بمنأى عن ارتياح وجدانها في القضاء بإدانة الأب المتهم من التهمتين المنسوبتين إليه وهي ضرب الزوجة والاعتداء على عرض ابنته، حيث خلت أوراق الدعوى من ثمة دليل يقيني على سبيل الجزم واليقين يفيد بقيام الأب ارتكاب واقعة الاعتداء وذلك سوى بما ورد من أقوال وشهادة الأم بالتحقيقات التي جاءت أقوالها في هذا الشأن مرسلة عارية من أي دليل آخر يساند أقوالها وشهادتها كشهود للواقعة أو دليل فني أو إقرار واعتراف من المتهم بارتكابه الواقعة.
وذكر محامي الأب أن أقوال أم البنت في هذا الشأن جاءت سماعية من ابنتها بما قررت لها البنت بعد رجوع والدتها من العمل إلى المنزل أخبرتها بأن أثناء ما كانت نائمة في غرفتها لوحدها شعرت بأن أحد يقوم بتحسس موضع العفة من جسدها، وعند استيقاظها من النوم شاهدت والدها واضعاً يده على أماكن العفة، فقامت بدفعه وسؤاله عن سبب قيامه بلمس أماكن العفة فأخبرها أنه يريد التأكد من درجة حرارتها، كما لم تبصر الأم واقعة الاعتداء على عرض ابنتها فضلاً على أقوال البنت جاءت مرسلة، فإن المحكمة لا تطمئن إلى أقوالها لعدم تصور ومعقولية حدوث الواقعة بقيام الأب الاعتداء على عرض ابنته، فضلاً على إنكار الأب المتهم منذ التحقيق معه للتهم المسندة إليه وأقر بوجود خلاف مع زوجته عند اكتشافه للزوجة وهي تسمع رسائل صوتية مع شخص يتحدث معها، وعندما طلب من زوجته تسليمه الهاتف النقال لسماع المحادثات الصوتية رفضت ذلك، وبعد أخذ الهاتف منها حاول فتحه إلا أنه لم يتمكن كون الهاتف مزودًا برقم سري واعتصم الأب الانكار أمام قاضي تجديد الحبس الاحتياطي وعند مثوله أمام المحكمة.
وقد محصت المحكمة الدعوى وأحاطت بظروفها وزانت بين الإثبات وأدلة النفي، ورأت المحكمة أن دليل الاتهام ضد الأب قاصر عن حد الكفاية لبلوغ ما قصد إليه في هذا المقام، كما لم تطمئن المحكمة في أن الأب قد ارتكب التهمتين أي الاعتداء على عرض ابنته وضرب زوجته، الأمر الذي يساور وجدان المحكمة الشك والريبة في دليل الاثبات والتشكيك في صحة إسناد الاتهام مما يتعين معه الحال إلى القضاء ببراءة الأب مما نسب إليه من اتهام.
