قرار دخول المريض في المراكز الصحية لغرف التصنيف أيام الإجازات ومن ثم تحويله للعلاج في اليوم الثاني لا يتماشى مع جودة الخدمات التي تقدمها الحكومة الموقرة برئاسة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، والذي يؤكد دائما على تقديم أفضل المعايير في العمل الحكومي للمواطن، خصوصا في ما يتعلق بالخدمات الصحية وبما يعكس رؤى وتطلعات سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.
هذا القرار ومحتواه الجوهري لا يتناسب مع وضعية المراكز الصحية المفتوحة على مدار الساعة، وما شاهدته في مركز إنجنير الصحي يوم السبت الماضي 24 ديسمبر يحتم على وزارة الصحة إيجاد حلول ممكنة ومنهجية أفضل.
مساء يوم السبت وتحديدا في تمام الساعة الثانية والنصف ظهرا ذهبت للمركز بعد شعوري بتعب وحمى ارتفع على إثرها “ضغط الدم” لدرجة كبيرة، وفي غرفة التنصيف حولوني لموظفة الاستقبال التي بدورها أعطتني موعدا للدخول على الدكتور بعد ثلاث ساعات، في حين كنت أتصور أن موعدي سيكون أقرب من ذلك بكثير، لاسيما أنني أخبرت ممرضة التصنيف أنه وقبل ثلاثة أسابيع أصر الدكتور الموجود في غرفة 6 “أ. م” جزاه الله خيرا على بقائي تحت الملاحظة لمدة ساعتين لحين التأكد من انخفاض الضغط، ولم يتركني لحظة واحدة. 
عموما وبينما كنت خارجا من المركز سمعت مواطنا يعترض على إعطائه موعدا للطبيب في اليوم التالي قائلا وبالحرف.. أين أذهب لتلقي العلاج وأنا لا أملك مالا للعيادات الخاصة. وحتى بعد رجوعي بعد ثلاث ساعات كانت أنات المرضى المتكدسين أمام غرف التصنيف تملأ المكان وكأن هناك نوعا من المجازفة والتسرع في تلك الغرف. فماذا لو تعرض أحد المرضى ممن لم يتم قبوله للعلاج في نفس اليوم إلى مضاعفات في المنزل وهو لا يستطيع الذهاب للعيادات الخاصة!!.
* كاتب بحريني