العدد 5186
الإثنين 26 ديسمبر 2022
banner
هذا ما وجدناه في الساحل!
الإثنين 26 ديسمبر 2022

تُمثل السواحل نظاماً "جيومورفولوجياً" - أي علم دراسة الأرض - من خلال استجابتها لجميع التغيرات البيئية التي تؤثر على حركة الأمواج وتفاعلاتها، والتي تتضمن مجموعة الأراضي المُتنوعة كوسيلة من وسائل الجذب للسُيّاح واستيطان الحضارات التي عاش فيها ما يُقارب 60 % من سكان العالم. فهي نطاق غير مُحدد الطول والعرض ومنطقة تفاعل عمليات البحر والبر؛ نظراً لما توفِّره من مزايا اقتصادية بمبانيها، وتجارية بموانئها، واعتبارها منطقة التقاء الأرض مع البحر بخطها الفاصل بين اليابسة والماء الذي تُنتَجُ عنه بفعل "تقدُّم" المياه المالحة أو "تقهقرها" عن سطح الأرض، فضلاً عن انغمار أجزاء كبيرة من الظواهر الطبيعية الناتجة عن عوامل التعرية الهوائية فيها، وما تُشكله - تاريخيا - كمراكز ازدحام سكاني باتت تميل إلى الظهور في المواقع الساحلية لاستمداد الحيوية الاقتصادية والمرونة السياحية حتى فاقت مواقعها الساحلية الثلث بالمدن العالمية.
على المستوى المحلي، بين الفينة والأخرى تُنظّم المؤسسات المجتمعية والجماعات التطوعية في الكثير من المناطق حملات نظافة للسواحل والمتنزهات والمقابر، مُستهدفةً جعل تلك المواقع الحيوية صالحة للاستخدام والتبضّع والاستجمام، كحصيلة سلوك حضاري راق ومؤشر ذوق واع عبر نشر التوعية بين أفراد المجتمع بأهمية الجمال وأولوية المحافظة على المظهر العام الذي يزدان تألقا وينعكس إيجاباً على صحتنا ومستقبل أجيالنا بما تبثه هذه السلوكات من روح التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع، وزرع حبّ العمل التطوعي وإحساس المجتمع بأهمية الخدمة الاجتماعية التي تُشرك المجتمع وتبعث هِمَمَ التنافس بين أفراده وزيادة فرقهم التطوعية التي تستندُ على ما يُسمّى "الدوائر الست" التي برهنت نجاحها ميدانياً لدى الأشقاء في المملكة العربية السعودية بتعاون الجهات الحكومية، والتجارية، والإعلامية، والوجهاء والشخصيات، والمؤسسات الاجتماعية، بالإضافة إلى الأهالي والمتطوعين الذين غرسَ في نفوسهم الوعي بجمال البيئة ونظافتها منذ نعومة أظفارهم حتى أضحت - النظافة - سلوكاً اعتيادياً تلقائياً مُلازماً لا غِنَى عنه.

نافلة: 
المظاهر الصادمة التي أفرزتها صور "التّشوه البصري" على أماكن الرّاحة والاسترخاء والجلوس والسباحة لعموم المواطنين والمقيمين الذين يرتادون المتنزهات والسواحل العامة، بَدَتْ واضحة للقاصي والداني نتيجة الكمّ المهول للمتّسخات والقاذورات والمهملات من الأكياس البلاستيكية وبقايا الطعام ومخلفات الوجبات الخفيفة. 
 ومواقد الشّواء وأعقاب السجائر وغيرها التي (قضت) على جمال المنظر بعد أنْ بلغت أقصى درجات تحدّيها للدّين والعُرف برمي البعض قناني المشروبات الروحية وتناثرعُلَبِهَا نصف الفارغة في غالب الأحيان! على الرغم من محاولات "الاستشفاء" الجادّة للطبيعة بتنّوع حملات النظافة الأهلية وتعدّد مسمياتها السبّاقة إلى خدمة الوطن والمواطن والمقيم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .