العدد 5189
الخميس 29 ديسمبر 2022
banner
التمسك بالثوابت الوطنية وعدم التعالي
الخميس 29 ديسمبر 2022

لقد تعلمنا أن الرعونة لا تنفع في السياسة، وأية معارضة تتبلور على قاعدة من المبادئ الثابتة التي تشكل دعامة منطلقاتها وتعبر عن شخصيتها والتزامها الكامل بمصالح الوطن، وتتخذ من الحوار العقلاني منهجا مباشرا وفلسفة رسمية لها، حتما ستكون معارضة ذات طاقات دافعة.
استوقفتني الفقرة الأخيرة من مقال الدكتور خليل حسن المنشور في الزميلة أخبار الخليج يوم الثلاثاء الماضي بعنوان “الدبلوماسية والمعارضة المزيفة”، فالدكتور يقول: “كنت أتمنى أن تطـور هـذه المعارضة فكرها ولغتها وأسلوب عملها بشكل دبلوماسي جميل، لاستطاعت تحقيق الكثير، بدلا من التعالي في التعبير عن الفكرة، وتكرار ما تطالب به ومن دون شرط أو قيد. ألا نعلم بأن الأفكار في تطور دائم، والخلاف يحتاج إلى نجاح الطرفـين، وبذلك تؤدي النقاشات العقلانية إلى فوز الجميع، وهذا هو السبب لكي نرى دولا متقدمة ومتطورة، تفرغت للعمل والإتقان والإنتاجية، بينما دول أخرى متمزقة في خلافات أبدية لن تنتهى بعد قرون”.
وأضيف إلى كلام الدكتور أن المطالبات السالبة والتعنت الذي يتجاوز حدوده المألوفة يزحف نحو صاحبه ليسحقه بجدرانه القاسية، والضمانة الحقيقية للديمقراطية الحقة هي الحوار والتمسك بالثوابت الوطنية وعدم التعالي، ولنشاهد ما يدور حولنا من صراعات وتناقضات ومعارك دامية في دول تراجع عطاؤها الإنساني والفكري والحضاري بسبب الخلافات والرجعية وضياع البرنامج السياسي العملي الرصين، وللأسف المعارضة “غير المنتجة” التي وصفها الدكتور في مقاله، لا تريد التعلم ولا تملك الوقت الكافي للنضوج بسبب آيديولوجيتها وتحالفها مع جهات خارجية مازالت تحركها بخيوط عن بعد كالدمية وتأخذ كل قراراتها من معاقلها الرجعية بمنافع وفوائد مؤقتة، وتحولت الديمقراطية عندها إلى نظام يناقض الدافع إلى المشاركة الفعلية في خدمة المجتمع، وأصبحت وسيلة للاستغلال والغرور والخداع بصورة غير مسبوقة، وفوضى وتخريب ومباركة أي عمل يكون ضد مملكة البحرين وشعبها العظيم الملتف حول قيادته.
*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية