من يزور مملكة البحرين، ولو لأيام قليلة، فإنه يلمس حقيقة أن مملكة البحرين واحة للتعايش والتسامح والسلام، وهذه الحقيقة الثابتة، والمتجذرة، تاريخيا، تمثل معلما حضاريا متنورا بأبعاد شتى.. المآذن والمآتم تعانق الكنائس، والمقابر لربما تتجاور، أيقونة متكاملة، لسحر جذاب مليء بالمحبة والمودة والأخوة الإنسانية.
مملكة البحرين، بلد التسامح والتعايش، وستظل شامخة، تقوم بأدوارها في بث هذه القيم النبيلة للعالم، وإقامة جسور المحبة والتعاون مع شعوب العالم، بل إطلاق مبادرات لحوارات جادة بين الحضارات والأديان والثقافات، للطموح بعيش مشترك بين الجميع، في ظلال ومظلة الأخوة الإنسانية.
مملكة البحرين تمتلك خصائص فريدة من نوعها، وهي بيئة جميلة وساحرة، لكل مقومات الاعتدال والوسطية والفكر المعتدل، ولعل تجارب التعايش التاريخية المتجذرة عززت كل مقومات ما قلناه، من ركائز وحقائق نهج مملكة البحرين التاريخي، في احتضان الأديان المختلفة، وأشادت دول وتقارير وشخصيات برؤية حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في دعم جهود الحوار والتعايش والسلام، وما تزخر به مملكة البحرين من إرث في هذا الحقل، كونها رائدة حقا في هذا المجال، وأنموذج حي عالميا يتبوأ الصدارة في هذا الحقل. 
ومملكة البحرين دائما ما تولي اهتماما لدعم مسيرة الوحدة الوطنية والولاء الوطني، وإرساء معالم العدالة الاجتماعية، وقيم العدالة والمساواة، والقيم الإنسانية، واحترام حقوق الإنسان، وعدم التمييز بين مكونات المجتمع البحريني، وهي سباقة جدا في الدعوة لنشر قيم التسامح الديني والتعايش والأخوة الإنسانية، وعدم الانجرار وراء الفرقة والانقسام والتمييز والتعصب، ونبذ الكراهية والعنف، والدعوة لحوارات للعيش المشترك، والتفاهمات المشتركة، لأجل عالم يسوده الحب والتفاهم والوئام. وما مؤتمر حوار الشرق والغرب الذي انعقد مؤخرا، إلا تجسيد عملي لتوجهات القيادة السياسية في هذا المجال.
*كاتب بحريني