العدد 5189
الخميس 29 ديسمبر 2022
banner
أهلًا وسهلًا... 2023
الخميس 29 ديسمبر 2022

ها نحن نودع عام 2022 ونستقبل عاما جديدا، داعياً الله العلي القدير أن يكون عاما مليئا بالأخبار السعيدة والنماء والازدهار على مملكتنا الغالية وشعبها الوفي، وعلى جميع شعوب العالم بعيدا عن الحروب والكوارث الطبيعية والأمراض، وأن يسود العالم السلام وكل ما فيه الخير للبشرية، ولاشك أنها أمنية كل من يعيش على هذا الكون.
كلي أمل أن يقوم الجميع بمراجعة شاملة لما حل ليس بالعالم فحسب، بل حتى على المستوى الشخصي، إذ إن الكثير منا لا يخصص جزءا بسيطا من وقته طوال العام لتقييم نفسه بكل شفافية بعيدا عن العواطف! فهي محطة لمراجعة النفس بكل صدق وإخلاص أو كما يقولون “استراحة محارب”، فنحن جميعًا ننغمس في مشاغل الحياة وننسى الكثير من المسؤوليات والواجبات الأخرى التي تخص حياتنا الشخصية وعلاقاتنا بالآخرين، وقد نكون من أنجح الشخصيات في العمل أو في الأعمال التجارية ونملك رصيدا كبيرا في البنوك لكن هل يعني ذلك أننا ناجحون؟
في اعتقادي الشخصي الكثير منا يعتقد أن تقييم النجاح يعتمد على ما يحققه الفرد من نجاحات في موقعه الوظيفي أو عمله الحر، وما يحققه من مكاسب مادية! فهذا بالطبع اعتقاد خاطئ، فعناصر النجاح لا تكتمل إذا أغفلنا الأعمدة الأخرى في الحياة مثل الاهتمام بجميع أفراد العائلة والأصدقاء ومساعدة المحتاجين وصلة الرحم وحسن الخلق ومساهمة الفرد في مؤسسات المجتمع المدني، ناهيك عن إهمالنا أنفسنا وسبل الراحة والمأكل والمشرب والصحة العامة والقائمة تطول.
شخصيًا أؤمن إيمانًا قويًا بأن معيار نجاحك متوقف على الالتزام بتلك القيم والمبادئ الاجتماعية، وهي ما نادى به ديننا الإسلامي الحنيف. شخصيًا أعرف شخصيات مرموقة وناجحة لكنهم يبخلون كثيرًا بالتواصل مع الآخرين وتقديم يد العون لهم، كما أن بعضهم يقصر كثيرًا حتى في زيارة الوالدين، إذ غالبًا ما يتعذر بارتباطات والتزامات عمله!
كل عام والجميع بألف خير، وتفاءلوا بالخير تجدوه.
*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية