العدد 5191
السبت 31 ديسمبر 2022
banner
فضائح 2022 العالمية الكبرى
السبت 31 ديسمبر 2022

منذ سنوات غير بعيدة، اعتدنا ألا نودع أياً منها إلا بعدد غير قليل من الفضائح العالمية الكبرى، على أن ما يميز بعضها سماح السلطات المعنية للأطراف الداخلية المتورطة فيها بالإدلاء باعترافاتهم بارتكابها، ودون معارضتها إذا ما نُشرت أو اُذيعت في وسائل إعلام عالمية، على أننا سنكتفي هنا بتناول ثلاث منها نُشرت خلال العام الذي نودعه منتصف هذا الليل.

الأولى: ومسرحها في مبنى أو أكثر من العقارات التي تمتلكها الأكاديمية السويدية، جرت على يد جان كلود ارنو حيث ارتكبها بحق 18 امرأة عضوا في الأكاديمية اضطررن لتلبية نزواته الجنسية كارهات، وفي مكان يُعد من أقدس الأمكنة الثقافية في العالم، ورمزاً لضمير الثقافة الإنسانية، لما يتحقق من منجزات علمية عالمية على أيدي العلماء، فضلاً عن دورها في حماية وتعزيز السلم العالمي من خلال تخصيص جائزة لفائز أو أكثر بالتساوي. وكان آرنو من أعضاء الأكاديمية ذوي الصلة بلجنة اختيار الجوائز، وأيضاً هو زوج كاترينا فروستنسون العضو في الأكاديمية، والتي دُفعت هي وأربعة أعضاء آخرين للاستقالة، إثر تفجر الفضيحة عام 2018، كما قام آرنو، غير مرة، بانتهاك سرية أسماء الفائزين؛ لأغراض شخصية قبل موعد الإعلان عنها. ودار صراع مصالح بين فريقين في الأكاديمية، أحدهما عارض التحقيق في الفضيحة أو الإعلان عنها؛ بذريعة الحفاظ على سمعة الأكاديمية وتقاليدها العريقة، أما الثاني فتمسك بوجوب انتهاج الشفافية، وهو الفريق الذي انتصر، وتقرر حجب الإعلان عن اسم الفائز في الآداب لعام 2018. كما تُعد هذه الفضيحة الأكبر حجماً منذ تأسيس الأكاديمية مطلع القرن الماضي. ورب سائل هنا: ما علاقة فضيحة وقعت في 2018 بعامنا؟ والجواب أن تداعياتها لم تتبدد تماماً، ففي الأسبوع الماضي، كُشف النقاب عن تفاصيل جديدة خطيرة في فيلم وثائقي، بثته إحدى القنوات الفضائية الخليجية المثيرة للجدل مترجماً على أربع حلقات، طول كل منها زهاء ساعة، ويبدو من إعداد وإنتاج غربيين.

ولئن عُدت هذه الفضيحة أخلاقية كبرى، فليس أقل منها عاراً فضيحة مزمنة تتمثل في التحيز للعالم الغربي، وتغييب النزاهة والعدالة في توزيع الجوائز بين مناطق العالم، سيما في مجالي الآداب والسلام، مما يستحق أن نتناولها مستقبلاً.

الثانية: وتتمثل في مذبحة قرية "الطنطورة" الفلسطينية في مايو 1948 عند بدايات النكبة، والتي أتت على معظم سكانها وأزالت عمرانها، وأضحت أثراً بعد عين، وهو ما كشفته أيضاً صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في يناير الماضي على لسان كاتبها آدم راز، عن اعترافات جنرالات قدامى إسرائيليين بقتل زهاء مئتي أسير مدني فلسطيني من سكان القرية، وجاءت هذه الاعترافات في فيلم وثائقي لم تمنع "إسرائيل" بثه داخل أراضي "عرب 48"، وسبق عرضه في رام الله في مقر السلطة الفلسطينية، ومخرج الفيلم الإسرائيلي، آلون شوارز، مرشح فيلمه لإحدى جوائز الأوسكار العالمية عن الأفلام الوثائقية الطويلة.

الثالثة: وتتمثل في نشر وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها سلسلة تغريدات نشرها المؤرخ الإسرائيلي يوسي ميلمان، تؤكد أنه خلال حرب يونيو 67 أحرق الجيش الإسرائيلي بقذائفه موقعاً محاصراً لأكثر من 20 جندياً مصرياً، ودفنهم في حفرة جماعية لم يتم وضع علامات عليها، في مخالفة صريحة لقوانين الحرب الدولية، ورفاتهم الآن تحت أرضية مواقف سيارات في حديقة كبيرة عامة قرب القدس، ما أثار سخط الحكومة المصرية.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .