العدد 5193
الإثنين 02 يناير 2023
banner
“طالبان ليس لها دين ومذهب معروف
الإثنين 02 يناير 2023

حين يتسنى للقوى الرجعية مثل “طالبان” الاستمرار في الحكم أو الوصول إليه، فإنها تقف بإصرار وتعسف ضد أي نوع من أنواع الحريات وحقوق الإنسان التي كفلتها الشرائع السماوية، وعلى مر التاريخ قامت هذه العصابة التي تخالف الشريعة الإسلامية بجرائم استبداد وفساد وتعسف في المجتمع الأفغاني، ولن تكون جريمة منع النساء من العمل والتعليم - وهي الجريمة التي أثارت انتقادات دولية قوية - آخر جريمة، بل ستستمر هذه العصابة المستبدة في الضغط على أفراد الشعب الأفغاني وتحويلهم إلى موضوعات تجرى عليها التجارب العقائدية، وحملهم بالقوة على اعتناق عقائد معينة تخالف الإسلام والشريعة، بل وقتلهم من أجلها.
لابد أن نشير إلى حقيقة تاريخية لا يمكن دفعها أو تجاهلها، وهي أن أوامر وفتاوى طالبان لا تستند على مبادئ تشريعية عامة مستمدة من المصدر الأول للتشريع وهو القرآن الكريم الذي شمل كل مجالات الحياة من اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية وتعليمية وما إلى ذلك، ولا على السنة النبوية، فالدين الإسلامي أعطى المرأة مكانتها اللائقة من خلال تأهيلها بسلاح العلم والمعرفة وفتح المجال واسعا أمامها لتشارك في بناء ونهضة وطنها بكفاءة واقتدار، وليس هناك من أنصف المرأة غير الشريعة الإسلامية الغراء.
إذا عصابة طالبان غير المعترف بها دوليا، لا يمكن أن تمثل الإسلام بفهم دقيق ووعي تام، بل جماعة ابتكرت آيديولوجيا معينة تبعد المرأة عن المشاركة الفعلية في الحياة السياسية والثقافية، بل وعن الحياة المدنية الاعتيادية، وتناضل بلا هوادة ضد جميع مظاهر التقدم والفكر، وتعمل على إزالتها من حياة الإنسان. عصابة طالبان تحاول بغباء وكما هو واضح تقويض الأسس والدعائم التي يقوم عليها الدين الإسلامي، ومعنى هذا وبدون دهشة واستغراب أن الحركة غير مسلمة بكل وضوح وتميز لأنها خرجت عن القاعدة الأخلاقية التي أقامها الدين، وعند ترتيب الأشياء وتسلسلها سنكتشف أن طالبان ليس لها دين ومذهب معروف، بل عازمة على بناء عالمها ومذهبها كالسراب الذي يخدع العقل البشري.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .