العدد 5194
الثلاثاء 03 يناير 2023
banner
أبطال مستشفى السلمانية الطبي
الثلاثاء 03 يناير 2023

أبطال مستشفى السلمانية الطبي
الرئيس التنفيذي للمستشفيات الحكومية الدكتور أحمد الأنصاري هو الرجل المناسب في المكان المناسب، هذه حقيقة لا لبس فيها، والمستشار محمد الجاسم هو الرجل الذي يصل المرضى وذويهم، ولا ينقطع عنهم وهلة واحدة، صباحاً ومساءً، هذه حقيقة أخرى أذكرها وأؤكد عليها، وأطباء وممرضو مستشفى السلمانية هم ملائكة الرحمة، وجيش البحرين الأبيض الذي يجب أن نتحدث عنه كثيراً، وعما يفعله اليوم وكل يوم، من تضحيات ومآثر جليلة، خدمة للمواطن والمقيم، على حساب صحتهم ونفسياتهم وأوقات ذويهم.
وفي حكاية ابني هاشم (شهرين) الذي دخل في وعكة صحية فيروسية شرسة، أبقته طريح فراش المرض شهرا كاملا بالسلمانية، بدأت من جناح الطوارئ، مروراً بجناح 34، فغرفة العناية المركزة للأطفال، وأخيراً جناح 36، وهناك رأيت الكثير.
فالقصة ببساطة ترجع إلى البدايات الأولى، حين كرست حكومة البحرين قبل عقود طويلة من الزمن الجهود الكبيرة لتطوير القطاع الطبي والنهضة به، بدأت بابتعاث طلبة الطب للدراسة بالخارج بشكل مبكر خليجياً، مع توفير كل سبل التعليم والتدريب والتأهيل لهم، ولنظرائهم من ممرضين، وممرضين مساعدين، وفنيين، وغيرهم، ما أوجد حالة طبيعية من التراكم المهني، والإبداعي، والأخلاقي، نراها اليوم بخدمات صحية مميزة تقدم للناس. وفي غرفة العناية المركزة للأطفال بالسلمانية، رأيت مواقف إنسانية لا تُنسى، محورها يوميات ملائكة الرحمة، والأطباء، وكيف يغير الأطفال المرضى بهم، أكثر مما يغيرون هم بهؤلاء الصغار.
فالقصة وبشكل إلهي، باتت عكسية بقدرة قادر، غرفة عناية بها أجساد صغيرة مكومة تحت الملاءات البيضاء، تقدم لهؤلاء الموظفين دروسا في الحياة، وفي الرحمة، وفي التغيير الداخلي.. إحدى الممرضات قالت لي يومها "مازلت أذكر أول طفل مات وأنا على رأس العمل، كان هذا منذ ثلاث سنوات، وكان عمره شهورا، لكنني مازلت أذكره، وأذكر قسمات وجهه البريئة والصافية وأبكي، وكأنه لا يزال معنا حتى الآن، وهو كذلك". 
وفي سياق تجربة مرض ابني هاشم، والتي علمتني دروسا بالحياة، رأيت وبالأخص في الليلة التي تم فيها إنزاله من الجناح 34 إلى غرفة العناية المركزة للأطفال، قصة ملحمية لا توصف.
فحول سريره الأبيض بالجناح، أحاط بهاشم (16) طبيبا وممرضة دفعة واحدة، بهم أول وأخير، هو إنقاذ حياة هذا الطفل الرضيع، ونجدة أمه المكلومة التي لم تنقطع عن البكاء لحظة واحدة. قصص عظيمة، ومواقف لا يعرفها إلا المرضى وذووهم، ممن يزورون السلمانية ويقفون على حال المرضى ومن يسعى لإنقاذهم هناك.
شكراً، للأطباء زكريا العكري، محمد الشيخ، زينب ناصر، أمل الديلمي، حسين باقر، أسامة عبدالكريم، منذر عبدالجليل، محمد الغربال، حازم العالي، منصور رجب.
وللممرضات وديعة محمد، حوراء حسن، زينب فضل، صديقة حسن، فاطمة حميد، ماجدة عبدالله، آني ماثيو، هنسي جيا، آردن، اليزابيث، ليني، شيني كي جون، جينسي انتوني، ومسؤولة الجناح معصومة محمد، ومسؤولة القسم عبير عبدالجليل.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .